إسبانيا وبريطانيا وأمريكا.. هل تدور عجلة الاعتراف بدولة فلسطينية؟
دفعت تطورات الحرب في قطاع غزة المزيد من الدول الغربية للتفكير جديا في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وتعتبر العديد من الدول أنه لا يوجد حل جذري للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، إلا بقيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.
وخلقت تطورات الحرب ديناميكية جديدة لدول الدول الغربية، خاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، للانتقال من مرحلة الحديث اللفظي عن حل الدولتين إلى الحديث أكثر صراحة عن وجوب قيام دولة فلسطينية.
وفي محاولة منها لإيجاد أفق سياسي يعطي الأمل للفلسطينيين بمستقبل أفضل فإن أعدادا متزايدة من الدول الغربية بدأت تتحدث عن إمكانية الاعتراف بدولة فلسطين.
وبدأت العجلة بإسبانيا، التي أعلن رئيس حكومتها بيدرو سانشيز في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي أن توجُه بلاده نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية مستمر، حتى لو لم يحصل ذلك على الدعم الكافي داخل الاتحاد الأوروبي.
ومن بين دول الاتحاد الأوروبي، فإن السويد هي الدولة الوحيدة التي اعترفت بالدولة الفلسطينية.
وقال مسؤولون فلسطينيون لـ"العين الإخبارية" إن اعتراف إسبانيا أو فرنسا بالدولة الفلسطينية سيدفع المزيد من الدول في الاتحاد الأوروبي للاعتراف بها.
وبحسب المسؤولين الفلسطينيين فإن فرنسا أشارت في أكثر من مناسبة إلى أنها تنوي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولكنها تبحث عن "الوقت المناسب الذي يحقق فائدة أكبر".
وقبل يومين، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون لهيئة الإذاعة البريطانية إن لندن تدرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأشار إلى أن بريطانيا تنظر مع حلفائها في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تطور لافت
وفي تطور لافت ،قال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن طلب من مسؤولي وزارته إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية بشأن الاعتراف الأمريكي والدولي المحتمل بدولة فلسطينية بعد الحرب في غزة
وأضاف الموقع أنه "بينما يقول المسؤولون الأمريكيون إنه لم يحدث أي تغيير في السياسة، فإن حقيقة أن وزارة الخارجية تدرس مثل هذه الخيارات تشير إلى تحول في التفكير داخل إدارة الرئيس جو بايدن بشأن الاعتراف المحتمل بالدولة الفلسطينية، وهو أمر حساس للغاية على المستويين الدولي والمحلي".
وأوضح الموقع ذاته أنه "لعقود من الزمن، كانت سياسة الولايات المتحدة هي معارضة الاعتراف بفلسطين كدولة سواء على المستوى الثنائي أو في مؤسسات الأمم المتحدة، والتأكيد على أن الدولة الفلسطينية لا ينبغي أن تتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية".
ونقل "واللا" عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن الجهود المبذولة لإيجاد طريقة دبلوماسية للخروج من الحرب في غزة فتحت الباب أمام إعادة التفكير في الكثير من النماذج والسياسات الأمريكية القديمة.
وقال المسؤول ذاته إن البعض داخل إدارة بايدن يعتقدون الآن أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ربما ينبغي أن يكون الخطوة الأولى في المفاوضات لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدلاً من الخطوة الأخيرة.
وأشار إلى أن هناك عدة خيارات للتحرك الأمريكي بشأن هذه القضية، بما في ذلك: أولا، الاعتراف الثنائي بدولة فلسطين، وثانيا، عدم استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة؛ أو تشجيع الدول الأخرى على الاعتراف بفلسطين.
وقال مسؤولون أمريكيون إن مراجعة الخيارات المتعلقة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية هي واحدة من عدد من القضايا التي طلب بلينكن من مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية النظر فيها، وأوضحا أن بلينكن طلب أيضًا مراجعة الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح بناءً على نماذج أخرى من جميع أنحاء العالم.
وبحسب مسؤول أمريكي إن الغرض من هذه المراجعة هو النظر في الخيارات المتعلقة بكيفية تنفيذ حل الدولتين بطريقة تضمن الأمن لإسرائيل.
وقال الموقع الإسرائيلي إن "فكرة الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح هي فكرة اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدة مرات بين عامي 2009 و2015، لكنه لم يشر إليها في السنوات الأخيرة".
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن "السياسة الأمريكية القائمة منذ فترة طويلة هي أن أي اعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يأتي من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين وليس من خلال اعتراف أحادي الجانب في الأمم المتحدة.. وهذه السياسة لم تتغير".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن في أكثر من مناسبة إنه يعتزم الطلب من مجلس الأمن الدولي قبول العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.
ومنذ العام 22012 تتمتع فلسطين بالأمم المتحدة بصفة دولة غير عضو.