مدعوماً بالإنفاق الاستهلاكي والحكومي.. الاقتصاد الأمريكي يتحدى التوقعات

نما الاقتصاد الأمريكي بأسرع من المتوقع في الربع الرابع، مدعوماً بقوة الإنفاق الاستهلاكي واستثمارات الشركات في الأبنية غير السكنية مثل المصانع.

مرونة ونمو

وقال مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الأمريكية في تقديره الثالث للناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع إن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بمعدل سنوي 3.4% في الربع الأخير، ارتفاعاً من 3.2% و3.3% في التقديرين السابقين.

ويقارن ذلك مع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 4.9% في الربع الثالث، في حين أشارت توقعات المحللين -بحسب "رويترز"- إلى احتمال استقراره دون تغيير عند نمو 3.2% في القراءة الثالثة والنهائية.

وأظهرت البيانات أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي زاد بنسبة 1.8% في الربع الرابع تماشياً مع القراءة السابقة، في حين تراجع نظيره الأساسي الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة إلى 2% بدلاً من 2.1%.

وينمو الاقتصاد بمعدل أعلى مما يعتبره مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) معدل نمو غير تضخمي يبلغ 1.8% ويستمر في التفوق على نظرائه العالميين على الرغم من رفع أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس منذ مارس/آذار 2022 لكبح التضخم.

ووفق بيانات الربع الرابع، لا يزال نمو الاقتصاد الأمريكي جيداً، حيث جاء ذلك في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة ودعمه النمو المتزايد في إنفاق المستهلكين والصادرات واستثمارات الأعمال في المباني والبرمجيات. وهذا هو الربع السادس على التوالي الذي ينمو فيه الاقتصاد بمعدل سنوي يزيد على 2%.

وبالنسبة لعام 2023 بأكمله، نما الاقتصاد الأمريكي -الأكبر في العالم- بنسبة 2.5% ارتفاعاً من 1.9% في عام 2022.

• المركزي الأمريكي يثبّت أسعار الفائدة ويتوقع 3 تخفيضات في 2024
• أزمة سلع بالأفق.. انهيار جسر بالتيمور يقطع شريانا مهما بسلاسل الإمداد
  

وتحدت مرونة الاقتصاد على الصمود خلال العامين الماضيين مراراً وتكراراً التوقعات بأن معدلات الاقتراض المرتفعة على الدوام التي هندسها الاحتياطي الفيدرالي لمحاربة التضخم ستؤدي إلى موجات من التسريح وربما لركود. وبدءاً من مارس/آذار 2022 رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الأساسي 11 مرة إلى أعلى مستوى له في 23 عاماً، مما جعل الاقتراض أكثر تكلفة بالنسبة للشركات والأسر.

ومع ذلك، استمر الاقتصاد في النمو، واستمر أصحاب العمل في التوظيف بمعدل متوسط قوي بلغ 251 ألف وظيفة جديدة شهرياً في العام الماضي، و265 ألف وظيفة شهرياً من ديسمبر/كانون الأول إلى فبراير/شباط.

وفي الوقت نفسه، انخفض التضخم بشكل مطرد. وبعد أن بلغ ذروته عند 9.1% في يونيو/حزيران 2022، انخفض إلى 3.2%، على الرغم من أنه لا يزال أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.

وأثار الجمع بين النمو القوي وانخفاض التضخم الآمال في أن يتمكن الاحتياطي الفيدرالي من تحقيق «هبوط ناعم» من خلال التغلب الكامل على التضخم دون التسبب في ركود.

تراجع إعانات البطالة

وأظهر تقرير منفصل من وزارة العمل، الخميس، أن الطلبات المقدمة للمرة الأولى للحصول على إعانات البطالة الحكومية انخفضت ألفي طلب إلى مستوى معدل في ضوء العوامل الموسمية عند 210 آلاف خلال الأسبوع المنتهي في 23 مارس/آذار.

وتوقع اقتصاديون استطلعت "رويترز" آراءهم أن يبلغ عدد الطلبات 212 ألفا في الأسبوع الماضي.

وجاءت الطلبات في نطاق 200 ألف إلى 213 ألف طلب منذ فبراير/شباط. ويبقي معظم أصحاب الأعمال على موظفيهم على الرغم من سلسلة من عمليات التسريح الكبيرة في بداية العام.