"ساحر العمود الفقري" هاني عبدالجواد: لا أغامر بالمرضى.. وهند الإماراتية حالة خاصة (خاص)

ارتبط اسم الطبيب المصري هاني عبدالجواد، الأستاذ المساعد بقسم العظام بكلية الطب جامعة الأزهر، بإجراء جراحات إعوجاج العمود الفقري الخطيرة، والتي كان آخرها إجراء جراحة خطيرة للفتاة الإماراتية "هند"، ما جعل البعض يصفه بـ "ساحر العمود الفقري".

ورغم سعادة عبدالجواد بهذا الوصف، الذي يشير إلى قدرته على تنفيذ جراحات يرفضها الآخرون، إلا أنه يؤكد في الوقت ذاته، خلال مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية"، أنه لا يغامر بأي مريض، وهناك حالات أيضا، يرفض اجراء الجراحة لها، عندما يتيقن أن المريض لن يستفيد منها.

ويقول عبد الجواد: "أي طبيب يعتمد قراره لإجراء الجراحة عليه دراسة للحالة من حيث تاريخها المرضي والفحص الذي يجريه بنفسه، والأشعة التي يجريها المريض، وعندما تتكشف للطبيب تفاصيل الحالة من خلال هذه الأشياء الثلاثة تأتي خبرة الطبيب في التعامل مع حالات الإعوجاج الصعبة، فنفس الحالة الصعبة تعرض على طبيبين، أحدهما يأخذ قرارا بإجراء الجراحة لخبرته في التعامل مع مثل هذه الحالات الصعبة، والآخر، يرفض إجراء الجراحة".

ويضيف: "لا أغامر بالمرضى، ورغم صعوبة الجراحات التي أنفذها، إلا أنني لا أقدم على أي جراحة إذ تسرب لدي ولو شك بسيط في أني لن أخرج بالحالة إلى بر الأمان، فأنا أعمل بالأسباب، وفي النهاية يكون التوفيق من عند الله سبحانه وتعالى".

ويعتبر عبدالجواد أن الجراحة التي أجراها للفتاة الإماراتية هند من أهم الجراحات التي أجراها مؤخرا، ليس بسبب صعوبتها، ولكن لأن هذه الفتاة تحولت لحالة خاصة، بسبب حجم التعاطف الكبير مع حالتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كانت فاقدة لأمل الشفاء بعد أن رفضت مراكز أخرى في العالم إجراء الجراحة لها، وكتب الله لجراحتها النجاح على يدي.

ويقول عبدالجواد الذي يقضي حاليا إجازة في دبي وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة: " لقد أكسبتني هند شهرة كبيرة، حتى أنني لم أزر مكان في دبي سواء مطعم أو مول تجاري أو ممشى سياحي، إلا ويقترب مني إماراتيين وعرب من جنسيات محتلفة يطلبون التقاط صورة معي، وهذا أعتز به كثيرا، ويثبت أن الأطباء المصريون، كانوا ولا يزالون أهم أدوات القوة الناعمة لمصر".

وعن أنواع حالات إعوجاج العمود الفقري، يقول :" هناك حالات اعوجاج تظهر عند الأطفال في سن مبكرة، وتتطور معهم مع النمو، لتصبح حالات شديدة الخطورة مثل حالة هند، وهناك حالات تظهر عند الأطفال في سن 10 سنوات، وهذه حالات سهلة تكون نسبة نجاحها 99 %، وهناك حالات ثالثة لأطفال تولد بعيب خلقي في العمود الفقري".

وبينما يمكنه إجراء عدد كبير من الجراحات السهلة في اليوم الواحد، فإن الحالات الصعبة عادة ما يكتفي بجراحتين أو ثلاثة على الأكثر، وفي بعض الأحيان عندما تكون حالة شديدة الخطورة، مثل حالة هند، يكتفي بجراحة واحدة.

والحالات التي يمكن أن يرفض عبدالجواد إجراء جراحة لها، هي الحالة التي تتجمع لديها العديد من المقومات مثل العمر الكبير وضعف الوزن ووظائف التنفس غير الجيدة، ولكنه يشدد أن أي حالة لا بد من دراستها جيدا، ويقول "أحيانا ترسل لي أوراق حالة، فأرى من الأوراق أنها لا تصلح، لكن مع فحصها اتخذ قرار الجراحة، فكما قلت لك في البداية هو مثلث من ثلاث أضلاع يحكم القرار، الفحص جزء منه، إضافة للتاريخ المرضي والأشعة ".