وباء يرفض الاستسلام.. متحور أوميكرون يطفئ شعلة أمل الرياضة في 2021
عادت المخاطر لعالم الرياضة من جديد مع نهاية عام 2021 بعدما باغت وباء فيروس كورونا الجميع بهجمة شرسة في الأيام الأخيرة.
ورغم معارضة آلاف اليابانيين لاستضافة أولمبياد 2020 المؤجل، أقيمت دورة الألعاب الأولمبية الصيف الماضي بعد تأجيلها لمدة عام، وإن بدت مختلفة جدا عن أي نسخة سابقة بسبب غياب الحضور الجماهيري.
وتخلصت استادات كرة القدم حول العالم من الصمت واستعادت صخب الجماهير المتحمسة، كما دبت الحياة في الملعب الرئيسي في ويمبلدون مع عودة بطولة التنس العريقة بعد غياب استمر عاما واحدا.
وعاد النشاط سريعا ومكثفا وتحول الحديث من الآثار المدمرة لكورونا إلى الإنجازات الرياضية وحتى إلى الجانب القبيح من الرياضة ويشمل الجشع وتدخل السياسة والتمييز والمنشطات.
ففي مارس/ آذار من العام الماضي، أصبحت أولمبياد طوكيو 2020 أول ألعاب تلغى لأسباب بعيدة عن الحروب وتوقعت اللجنة الأولمبية الدولية أن تكون النسخة المؤجلة للعام التالي "منارة أمل" للبشر بعد تعطل الحياة العادية.
وأوقدت لاعبة التنس ناعومي أوساكا المرجل الأولمبي في 23 يوليو/تموز حين كانت طوكيو في حالة طوارئ بسبب الوباء ووسط معارضة 70% من اليابانيين لإقامة الأولمبياد.
ومُنع الجمهور من حضور الألعاب وفرضت قيود صارمة على الرياضيين ما جعل الحياة الطبيعية مستحيلة في القرية الأولمبية.
ويمكن التحدث كثيرا عن مهاراتهم وتفانيهم لكن نحو 11 ألف رياضي في الأولمبياد و4500 في الألعاب البارالمبية جعلوا الرياضة تشع نورا مجددا بعد الغيوم.
واندهش الجمهور عبر التلفزيون من مشاهدة رياضات جديدة حيوية مثل ألواح التزلج ودراجات بي.إم.إكس والتسلق وركوب الأمواج.
وكانت أكثر لحظة مؤثرة حين وافق القطري معتز برشم والإيطالي جيانماركو تامبيري على تقاسم الميدالية الذهبية في القفز العالي بعد تعادلهما في نهاية منافسات مثيرة بألعاب القوى.
متحور جديد
بعد فترة وجيزة من إطفاء الشعلة في طوكيو لاح في الأفق الأولمبياد الشتوي مع ظهور متحور جديد لكورونا، وهو "أميكرون" ووسط مقاطعة دبلوماسية للمنافسات في بكين.
ولكن، قبل ظهور هذا المتحور الجديد تبينت هشاشة الموقف فيما يخص الحضور الجماهيري خلال عدة مناسبات رياضية بداية من بطولة أستراليا المفتوحة للتنس المؤجلة في فبراير/ شباط حين منع الجمهور لمدة 5 أيام وسط البطولة بسبب العزل العام في ملبورن، بينما أقيمت نهائيات كأس ديفيز في فيينا الشهر الماضي بدون جماهير بعد تفشي العدوى.
وأقيمت دوريات كرة القدم الكبرى في أوروبا بدون جماهير في معظم فترات موسم 2020-2021 ما أخل بالتوازن المالي للأندية، وألقى برشلونة باللوم على الوباء في خسارة 481 مليون يورو (543 مليون دولار) في السنة المالية.
فضلا عن ذلك، أقيمت ثاني أكبر المنافسات الرياضية في العام، وهي بطولة يورو 2020 المؤجلة، في 11 مدينة من باكو إلى إشبيلية، وحضرت أعداد متواضعة من الجماهير مباريات دور المجموعات بسبب قيود كورونا..
لكن في ليلة ممطرة في لندن يوم 11 يوليو/تموز، حضر 67 ألف مشجع في استاد ويمبلي وتجمع عشرات الآلاف خارج الاستاد خلال مواجهة إنجلترا وإيطاليا في النهائي.
وتحولت ليلة كان من المفترض أن تكون احتفالية إلى أمسية تعيسة حيث تفجرت المشاعر المكبوتة بعد انتظار طويل لوصول إنجلترا إلى نهائي وبعد أكثر من عام في العزل لتظهر مشاهد فوضى لمشجعين سكارى، ما وُصف في تقرير هذا الشهر بأنه "يوم وطني للعار".
وأشيع لاحقا أن النهائي الذي خسرت فيه إنجلترا أمام إيطاليا بركلات الترجيح كان بؤرة انتشار لكورونا وتكهنت بيانات بإصابة أكثر من 5 آلاف شخص بالعدوى داخل وحول استاد ويمبلي.
ولم يتبق سوى أيام معدودة على نهاية العام وسط مخاوف من متحور أوميكرون الجديد وترقب المؤسسات الرياضية بقلق ما سيحدث في الأسابيع القادمة مع رفض الفيروس الهزيمة والاستسلام.
وتسبب متحور أوميكرون في إحداث أزمة كبيرة بالدوري الإنجليزي مع تأجيل 9 مباريات في الجولتين الماضيتين، مع تفشي الفيروس في أندية كبيرة على غرار توتنهام ومانشستر يونايتد وليستر سيتي.
aXA6IDMuMTI4LjIwMS4xOTYg جزيرة ام اند امز