انتشار مرعب لمرض «الرئة البيضاء» بين أطفال أمريكا
تشهد الولايات المتحدة عودة مثيرة للقلق لالتهاب "الرئة البيضاء" بين الأطفال، حيث يحذر الأطباء والآباء من ازدياد الإصابات.
يرتبط هذا المرض بجرثومة الميكوبلازما، والتي تتسبب في ظهور بقع بيضاء مميزة على صور الأشعة للرئتين.
وتزايدت الحالات بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وأربع سنوات، وهي الفئة التي ولدت أثناء جائحة كوفيد-19، بحسب ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن الميكوبلازما لم تكن تعتبر سابقًا سببًا رئيسيًا لالتهاب الرئة في هذه الفئة العمرية، مما يزيد من غرابة هذا التفشي.
وخلال ذروة الإصابات في أغسطس/آب الماضي، تم تسجيل أن أكثر من 10% من زيارات الطوارئ المتعلقة بالتهاب الرئة كانت ناتجة عن هذه البكتيريا بين الأطفال.
في بالتيمور، جلست أليكسيس غيديس بجانب سرير ابنتها ألما البالغة من العمر ثلاث سنوات وهي تكافح للتنفس، حيث قضت أربع ليالٍ في المستشفى.
تصف غيديس هذه التجربة بأنها "مرعبة" قائلة: "الأمر مخيف جدًا عندما لا يستطيع طفلك التنفس. وكان المستشفى مليئًا بالأطفال الذين يعانون من صعوبة في التنفس".
العدوى التي تُسمى "الرئة البيضاء" نالت هذا اللقب بسبب البقع البيضاء التي تظهر على صور الأشعة السينية، وقد تم علاج ألما بمضاد حيوي "أزيثروميسين" وهو العلاج المعتاد لهذا النوع من الالتهاب.
بعد أيام من العلاج، بدأت حالتها تتحسن تدريجيًا وتمكنت من مغادرة المستشفى، على الرغم من أن التعب لا يزال يسيطر على ألما ووالدتها.
وتظهر البيانات ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالميكوبلازما بين مارس/أذار وأكتوبر/تشرين الأول 2024، حيث ارتفعت نسبة الحالات بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى أربع سنوات من 1% إلى 7%.
ويشير الخبراء إلى أن هذا التفشي غير مألوف، ويصعب التنبؤ بدقة بمتى أو لماذا تحدث هذه الأوبئة، لكن الأطباء يؤكدون أن المرض يمكن علاجه، رغم الأعراض المقلقة التي تشمل السعال المستمر، والتعب، والحمى المتذبذبة.
في تكساس، سجلت مستشفيات فورت وورث زيادة في عدد الأطفال الذين تم تشخيصهم بهذا المرض، حيث أشارت التقارير إلى أن 20% من الأطفال الذين تم فحصهم في يوليو/تموز كانوا مصابين بالميكوبلازما، مقارنة بنسبة 0% في العام السابق.
تعتبر هذه العدوى جزءًا من اضطراب أوسع في فهمنا للأمراض بعد جائحة كوفيد-19. ويشير الدكتور فيناي غوبتا، أخصائي الأمراض الرئوية في سياتل، إلى أن جائحة كوفيد أدت إلى تغييرات في طبيعة انتقال الأمراض، مما يجعل التنبؤ بدورات تفشي الأمراض أكثر صعوبة في الوقت الحالي.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMDcg جزيرة ام اند امز