الأزمة في سريلانكا.. سيناريوهات الإنقاذ ومن يخلف "المدمر"
أزمة اقتصادية غير مسبوقة في سريلانكا فاقمها نظام سياسي معقد وفاسد، دفع بالبلاد إلى مستقبل غامض وسط سيناريوهات تنتظرها خلال أسابيع.
سريلانكا التي أدى رئيس وزرائها رانيل ويكرميسينجه اليمين ليتولى الرئاسة بالإنابة بعد فرار جوتابايا راجاباكسا وإعلان استقالته، وتواجه شبح الإفلاس، يظهر في الظلام بارقة أمل مع دعم جميع الأحزاب السياسية المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي بهدف التوصل إلى خطة إنقاذ.
وتخلفت الدولة التي انهار اقتصادها بالكامل، عن سداد مستحقات ديونها الأجنبية البالغة 51 مليار دولار، في منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وأعرب صندوق النقد الدولي عن أمله أن يتم حل الأزمة في سريلانكا بسرعة حتى يتمكن من استئناف المفاوضات، التي توقفت بسبب الأحداث.
وكالة "فرانس برس" سلطت الضوء على السيناريوهات التي تنتظر سريلانكا التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، في الأسابيع المقبلة.
من سيحكم سريلانكا؟
ينص الدستور السريلانكي على أن يتولى رئيس الوزراء الرئاسة موقتاًَ حتى يتم انتخاب رئيس جديد للدولة، في غضون شهر.
تم تنصيب رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسينجه (73 عامًا) رئيسا بالإنابة للبلاد بعد استقالة جوتابايا راجاباكسا رسميًا في 14 يوليو/تموز الجاري، بعد سنتين وسبعة أشهر على بدء ولايته التي تمتد لخمسة أعوام.
ومن المقرر أن يجتمع أعضاء البرلمان الـ225 لانتخاب رئيس جديد، ليكمل الولاية التي بدأها راجاباكسا. وأعلن رئيس مجلس النواب ماهيندا يابا أبيواردانا أنّ الانتخابات ستجري الأربعاء.
من المرشحون لخلافة راجاباكسا؟
يعتبر رئيس الوزراء والقائم بأعمال الرئيس رانيل ويكريميسينجه، 73 عاماً، المؤيد للغرب والذي تولى رئاسة الوزراء ست مرات، المرشح الأوفر حظا. ويلقى ويكريميسينجه دعم حزب بودوجانا بيرامونا الذي ينتمي إليه راجاباكسا ويحظى بأغلبية برلمانية نسبية تبلغ نحو 100 مقعد.
ومع ذلك لم تحسم الأمور، إذ إن تصويت النواب سري. وفي الماضي، اتُهم بعضهم ببيع أصواته.
وخلال أزمة دستورية في أكتوبر/تشرين الأول 2018، قال العديد من النواب إنهم تلقوا عروضاً بـ3,5 مليون دولار وشقق في الخارج مقابل أصواتهم.
وهناك مرشح قوي آخر هو وزير الإعلام السابق دولاس ألاهابيروما (63 عاماً)، المنشق عن حزب بودوجانا بيرامونا.
وأعلن زعيم المعارضة الرئيسي ساجيت بريماداسا (55 عاماً) ترشحه مساء الجمعة.
وقال "رغم أنها معركة صعبة، أنا مقتنع بأن الحقيقة ستسود"، مشيرًا إلى أن البرلمان لا يزال يخضع لهيمنة الموالين للرئيس السابق الهارب.
كما أعرب قائد الجيش السابق سارات فونسيكا (71 عاما) العدو اللدود لعائلة راجاباكسا عن نيته الترشح.
أي تأثير على المحادثات مع صندوق النقد؟
تدعم جميع الأحزاب السياسية في سريلانكا المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي بهدف التوصل إلى خطة إنقاذ.
وفيما أعرب صندوق النقد الدولي الخميس عن أمله أن يتم حل الأزمة في سريلانكا بسرعة حتى يتمكن من استئناف المفاوضات، التي توقفت بسبب الأحداث، يُخشى أن يكون تبني خطة إنقاذ معقدًا بسبب الانقسامات في البرلمان، حيث لا يتمتع أي حزب بأغلبية واضحة. ولا تملك البلاد موارد مالية، حتى لإجراء انتخابات تشريعية جديدة على المدى القصير.
لماذا فرّ راجاباكسا؟
في عهد جوتابايا راجاباكسا، عانت سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية منذ الاستقلال وتخلفت عن سداد مستحقات ديونها الأجنبية. ومنذ نهاية عام 2021، لم تتمكن البلاد من تمويل وارداتها وحتّى الأهم منها.
وأدت جائحة كورونا إلى اندلاع الأزمة؛ إذ أثّرت على القطاع السياحي الذي يشكل مصدراً رئيسياً للعملة الأجنبية في الجزيرة، ولكن تفاقمت الأزمة بسبب سلسلة قرارات سياسية سيئة.
حتى إن حلفاء الرئيس المقرّبين تخلوا عنه في نهاية المطاف عندما تفاقم نقص الغذاء والكهرباء والوقود والأدوية.
وانفجر السخط الشعبي في 9 يوليو/تموز الجاري؛ فاقتحم مئات المتظاهرين منزل راجاباكسا الذي فر على عجل ولجأ إلى قاعدة بحرية، قبل مغادرته إلى سنغافورة عبر جزر المالديف، خوفًا على حياته.
هل يتمتع راجاباكسا بشعبية؟
لُقِب غوتابايا راجاباكسا بـ"المدمِّر" لسحقه تمرد التاميل عندما كان وزيراً للدفاع في ظل رئاسة شقيقه الأكبر ماهيندا راجاباكسا بين عامي 2005 و2015.
وإذا كانت الأغلبية البوذية تقدره، فهو في المقابل مكروه من أقليات التاميل والمسلمين الذين يعتبرونه عنصريًا وظالمًا ومجرم حرب.
aXA6IDMuMTQ1LjkuMjAwIA== جزيرة ام اند امز