جنوب السودان بدوامة العنف.. تمرد جديد يطالب بتقرير المصير
مجموعة مسلحة جديدة في دولة جنوب السودان تطالب بحق تقرير المصير لإقليم أعالي النيل وتلوح بالقتال حال رفض مطلبها.
واتهمت "الجبهة الشعبية لتحرير أعالي النيل"؛ فصيل متمرد جديد، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه اليوم الجمعة، الرئيس سلفاكير ميارديت بخلق نظام حكم ساهم في زيادة الكراهية بين المواطنين في أعالي النيل ودولة جنوب السودان بأكملها، مما يجعل من الاستحالة البقاء في ظل دولة موحدة.
وأضاف البيان أن "الحرب التي شهدتها البلاد في العام 2013 هي من صنع نظام سلفاكير وحزبه الحاكم، وقد تسببت في تدمير روح التعايش بين مجتمعات إقليم أعالي النيل (شمال شرق)".
وتابع: "لقد تعايشت مجتمعات أعالي النيل فيما بينها لفترات طويلة، لكن حكومة سلفاكير ساهمت في تعزيز روح الاقتتال والكراهية عبر السياسات التي قام بانتهاجها خلال فترة الحرب الأخيرة بتقسيم المجتمعات المحلية".
وأكدت المجموعة أنها ستقاتل من أجل تحقيق مبدأ تقرير المصير لأعالي النيل، مشيرة إلى ضرورة وقف القتل الممنهج الذي تمارسه الحكومة ضد مواطني الإقليم للبقاء في السلطة بأي شكل من الأشكال.
ووفق البيان نفسه، تطالب الحركة بـ"تقرير مصير شعب إقليم أعالي النيل، من أجل وقف سياسات سلفاكير المريضة ضد سكان المنطقة".
وتوعد بأنه "في حال رفض النظام لذلك، سنسعى لتحقيق الحكم الذاتي للمنطقة كحد أدنى في حدود مقاطعات إقليم أعالي النيل التسعة".
ولفتت المجموعة، في ختام بيانها، إلى أنها اختارت الجنرال هنري أوياي، القيادي المنشق من حركة "جبهة الخلاص الوطني"، رئيسا انتقاليا للحركة المتمردة الجديدة.
وحتى الساعة (9.54 بتوقيت جرينتش)، لم يصدر أي تعقيب رسمي من جوبا حول بيان الحركة المتمردة الجديدة.
وسقط جنوب السودان في براثن الحرب الأهلية عام 2013 أي بعد عامين فقط على استقلاله عن السودان، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة سواء إلى دول مجاورة أو إلى جيوب تنعم بالأمان النسبي داخل البلاد.
وأسفر القتال الذي نشب بسبب نزاع بين سلفاكير وزعيم المعارضة المسلحة ريك مشار، عن تطهير عرقي بين قبيلتي "الدنكا" التي ينتمي إليها الرئيس و"النوير" التي ينحدر منها مشار.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، وقعت الحكومة والمعارضة المسلحة اتفاق سلام نهائي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور رؤساء دول "الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا" (إيجاد)، في مسار ينشد تجاوز سنوات الحرب العصيبة.