اجتماع سري لـ«الخصمين» يضع ستارمر في ورطة

وسط تكهنات حول طموحات السياسي البريطاني اليميني نايجل فاراج، فإن لقاء سريا جمعه مع المحافظ دومينيك كامينغز، وضع رئيس الوزراء كير ستارمر في ورطة.
والتقي فاراج زعيم حزب "الإصلاح" اليميني في المملكة المتحدة مع السياسي المحافظ البارز دومينيك كامينغز لمناقشة إصلاح الحكومة البريطانية، وهو ما اعتبره البعض إشارة على جدية مساعي فاراج لتنصيب نفسه رئيسا للوزراء.
ويمثل اللقاء نقطة تحول ملحوظة في علاقة الرجلين اللذين لعبا دورا كبيرا في نجاح حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) عام 2016، رغم العداء الذي ساد بينهما خلال الحملة وبعدها.
وذكرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، أن كامينغز كان العقل المدبر لحملة "صوتوا للخروج" الرسمية، مما جعله خصمًا شرسًا لفاراج، الذي تم تهميش مجموعته: "غادروا أوروبا".
وصور الفيلم الوثائقي: "بريكست: الحرب غير المدنية" الذي أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) العداء المرير بين الرجلين، حيث لعب الممثل بنديكت كومبرباتش دور كامينغز وأظهره وكأنه يُبدي استخفافًا بفاراج وتأثيره.
ومع ذلك وعلى الرغم من تاريخ العداء بينهما، أفادت تقارير بأن الرجلين التقيا مؤخرًا لإجراء "حديث ودي حول المشهد العام"، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية.
وتراوح النقاش بينهما حول سياسة الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره المقرب إيلون ماسك، إلا أن النقطة الأهم هي العمل الداخلي في رئاسة الوزراء، كما ناقشا "كارثة حزب المحافظين وما يجب على حركة الإصلاح فعله"، حسب "صنداي تايمز".
وخلال الأشهر الأخيرة، وجه كامينغز انتقادات متزايدة لحزب المحافظين، كما دعم "حركة الإصلاح" في المملكة المتحدة.
وفي منشور على منصة "إكس"، حثّ كامينغز الناخبين على دعم حزب فاراج، قائلاً: "من الواضح أن على الجميع التصويت للإصلاح هذا الربيع. لا سلبيات، فقط إيجابيات".
وعلى منصة "سبستاك" للتواصل الاجتماعي، حدد كامينغز رؤيته لإعادة تنظيم المشهد السياسي، مقترحًا اندماج حركة الإصلاح مع حزب المحافظين في صورة جديدة.
وقال: "أخرجوا كيمي بادينوك (زعيمة حزب المحافظين) في أسرع وقت ممكن، وسيطروا على الحزب وادفعوا ترامب وماسك لتسهيل الاندماج مع حزب الإصلاح، وأدخلوا قوة ثالثة من المواهب النخبوية والطاقة الجماهيرية ليرى الناخبون قوة سياسية جديدة جوهرها هو قطيعة حاسمة مع الفترة 1992-2024".
وأضاف: "حطموا التحالف الداعم لكير ستارمر (زعيم حزب العمال)، واستولوا على مقر رئاسة الوزراء وأحدثوا تغييراً في النظام".
ووفقاً لحسابات الانتخابات، يحقق حزب فاراج تقدماً قبل الانتخابات المحلية في مايو/أيار المقبل، وتشير التوقعات إلى أنه قد يفوز بالسيطرة على ثمانية مجالس محلية.
ومع ذلك، يعاني حزب "الإصلاح" في المملكة المتحدة من صراع داخلي في ظل طرد النائب السابق روبرت لوي من الحزب بعد نزاع حول مزاعم بالتنمر. وادعى لوي، الذي انتقد فاراج في مقابلة مع صحيفة "ديلي ميل"، أنه تعرض للرقابة بسبب حديثه العلني عن الهجرة.
ويشير اللقاء بين فاراج وكامينغز إلى تحسن محتمل في العلاقات بين اثنين من أكثر الشخصيات تأثيرًا في حركة "بريكست"، وسيحدد المستقبل ما إذا كان هذا التحسن سيفضي إلى تعاون سياسي أعمق ولكنه يُؤكد الزخم المتزايد وراء حزب "الإصلاح" في ظل الاستياء المتصاعد من المحافظين.
aXA6IDE4LjIyMy4xMjIuNTMg جزيرة ام اند امز