استطلاع صادم في بريطانيا.. ستارمر عند أدنى شعبية وفاراج يتصدر السباق

في ضربة موجعة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، كشف استطلاع رأي حديث تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها منذ بدء تسجيل هذه البيانات.
فلم يعرب سوى 13% من الناخبين عن رضاهم عن أدائه، مقابل 79 % أبدوا عدم رضاهم، متجاوزاً بذلك النتائج الأسوأ التي سجلها كل من ريشي سوناك وجون ميجور في السابق.
ويأتي هذا التراجع عشية انعقاد مؤتمر حزب العمّال في ليفربول، حيث يسعى ستارمر لإقناع حزبه بقدرته على خوض الانتخابات المقبلة، وسط تزايد التكهنات بظهور منافس داخلي قوي، في مقدمتهم عمدة مانشستر الكبرى آندي بورنهام، الذي يلقى دعماً متنامياً داخل صفوف الحزب.
ولم تقتصر الأزمة على ستارمر وحده، إذ سجّلت وزيرة المالية رايتشل ريفز أسوأ معدل شعبية لأي وزير للخزانة منذ بدء القياسات، متجاوزة بذلك كواسي كوارتنج واللورد لامونت في أسوأ فترات وزارة المالية البريطانية. أما الحكومة ككل، فقد بلغت مستويات غير مسبوقة من السخط الشعبي.
صعود حزب الإصلاح وتراجع العمّال والمحافظين
وكشفت نتائج استطلاع مؤسسة إيبسوس، عن تقدّم حزب الإصلاح البريطاني بقيادة نايجل فاراج بفارق 12 نقطة على حزب العمّال في نوايا التصويت، فيما تراجع العمّال إلى 22 %، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2009.
أما حزب المحافظين، فكان وضعه أكثر مأساوية، إذ لم يحظ سوى بـ14 % من نوايا التصويت، وهو الرقم الأدنى منذ بدء طرح هذا السؤال في منتصف السبعينيات.
كما أظهر الاستطلاع تقدم فاراج على ستارمر عندما سئل الناخبون عمّن يرونه الأقدر على تولي منصب رئيس الوزراء؛ حيث اختاره 25% مقابل 19% فقط لستارمر، بينما حصلت زعيمة المحافظين كيمي بادينوك على 9%، في حين لم يبد 31 % أي خيار.
كما لم تقتصر الأزمة على الرأي العام وفقط، بل امتدت إلى قواعد حزب العمّال نفسه؛ إذ لم يختر سوى 63 % من أنصار الحزب ستارمر كأفضل رئيس وزراء.
وذهب 5 % منهم إلى تفضيل فاراج، فيما لم يبد نصف أنصار الحزب استعدادهم للاستمرار تحت لوائه، مفضلين الانقسام بين أحزاب الإصلاح والديمقراطيين الأحرار والخضر.
ويرى غيديون سكينر، مدير شؤون السياسة البريطانية في مؤسسة إيبسوس، أن هذه النتائج تكشف حجم التحدي الذي يواجه ستارمر، مشيراً إلى أن الحزب يخسر أصواتاً من اليمين واليسار على حد سواء، في وقت لا تزال فيه القضايا الاقتصادية والهجرة والخدمات العامة تثير شعوراً واسعاً بالتشاؤم لدى الرأي العام.
وأضاف أن تقدم حزب الإصلاح يعكس نجاحه في استثمار حالة الغضب الشعبي، بينما يظل المحافظون عالقين في أدنى مستويات الدعم، ما يثير الشكوك حول قدرة بادينوك على استعادة الزخم.
ويعيد الاستطلاع يعيد إلى الأذهان الانهيار الكبير في معدلات شعبية ستارمر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي كان الأسوأ لرئيس وزراء منتخب منذ أكثر من أربعة عقود.
كما تدعمه نتائج استطلاع منفصل أجرته يوغوف، توقّع أن يفوز حزب الإصلاح بـ311 مقعداً في الانتخابات المقبلة، ليقترب من تحقيق أغلبية برلمانية، مقابل 144 مقعداً لحزب العمّال و45 فقط للمحافظين.
ورغم هذه الصورة القاتمة، تشير دراسة أجرتها مجموعة مور إن كومون إلى أن المشهد قد يتغير إذا تولى بورنهام قيادة الحزب، إذ يمكن للعمّال – وفقاً لهذه التقديرات – استعادة الصدارة وقلب موازين المنافسة. لكن حتى ذلك الحين، يبقى ستارمر في مواجهة أصعب اختبار لشعبيته منذ توليه المنصب.