كير ستارمر.. لغز بريطاني على أعتاب «داونينغ ستريت»
قبل أيام من الانتخابات، يشعر حزب العمال البريطاني بزعامة كير ستارمر، أنه على أعتاب انتصار تاريخي، لكن الناخبين لا يعرفون الكثير عن الرجل الذي قد يصبح رئيس الوزراء.
ويشير استطلاع أجرته شركة"بابليك فيرست" بالتعاون مع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية الذي ضم 2011 ناخبا واستند إلى استطلاعات رأي مماثلة وأبحاث نوعية إلى أن ستارمر لا يزال لغزًا بالنسبة لكثير من البريطانيين.
ومع ذلك، يظهر الاستطلاع حالة من التفاؤل الحذر بين الناخبين بأن ستارمر الذي يقترب من دخول مقر رئاسة الحكومة في "10 داونينغ ستريت" عقب انتخابات 4 يوليو/تموز يمكنه تغيير الأمور نحو الأفضل.
ولا يعرف العديد من الناخبين جوانب عن خلفية ستارمر، وذلك على الرغم من جهوده المضنية خلال الأسابيع الخمسة الماضية من الحملة الانتخابية للانفتاح والكشف عن عائلته وقيمه ودوافعه في محاولة للظهور بشكل أكثر ارتباطًا بالسكان.
وفي الوقت نفسه، ينقسم البريطانيون بشدة حول ما يمكن أن يقدمه ستارمر للبلاد كرئيس للوزراء في حال فوز حزب العمال في الانتخابات، وهو ما يعزز الاتهامات التي لاحقته طوال فترة زعامته للحزب بأنه لم يقدم عرضًا سياسيًا واضحًا ويميل إلى التراجع عن القرارات من تلقاء نفسه.
جذور ستارمر السياسية
وقالت دينيس بارون، المديرة المساعدة في "بابليك فيرست" إن الاستطلاع رسم صورة "لشخص يأمل الجمهور أن يقوم بعمل أكثر كفاءة" من رؤساء الوزراء المحافظين الذين أداروا المملكة المتحدة على مدى السنوات الـ 14 الماضية لكن لا يوجد شعور بأن التغيير الجذري قادم".
ويعتقد ما يقرب من ربع المشاركين في الاستطلاع أن ستارمر عمل في السياسة طوال حياته، وذلك رغم مسيرته المهنية الطويلة في المحاماة والتي بلغت ذروتها عندما عمل في النيابة العامة.
وعلى ما يبدو، لم تنجح محاولات الاستراتيجيين في حزب العمال في تسليط الضوء على جذور ستارمر المتواضعة، حيث رأى 62% أن ستارمر "لم يضطر أبدا إلى القلق بشأن المال".
ورغم أن الرجل مشجع كبير لنادي آرسنال، فقد قال 56% من المشاركين إن زعيم المعارضة لم يكن من مشجعي كرة القدم أو إنهم لا يعرفون الفريق الذي يشجعه.
وحول الطريقة التي سيقود من خلالها البلاد، لفت نصف المشاركين إلى أن ما يمثله ستارمر واضح جدًا أو إلى حد ما، بينما اعتبره النصف الآخر أنه غير واضح للغاية أو إلى حد ما.
وكشف عدد كبير من الجمهور أنهم أحبوا الرجل ووثقوا به لكن أعدادا كبيرة أخرى قالت إنها كرهته ولا تثق به، ويعتقد 39% من المشاركين أن ستارمر لم يف بوعوده في مقابل 32% قالوا إنه فعل ذلك.
وعندما طُلب منهم النظر في الخصائص الشخصية المختلفة لستارمر، أصبحت تقييمات الناخبين أكثر إيجابية قليلاً منذ إجراء استطلاع مماثل في يناير/كانون الثاني الماضي بما في ذلك النظرة إليه باعتباره "مملا". بحسب الشركة.
وكان زعيم حزب العمال أكثر شعبية بكثير من منافسه المحافظ ريشي سوناك حيث كان يُنظر إليه على أنه يتمتع بسمات أساسية إيجابية، مثل العمل الجاد والكفاءة وأنه سيكون "زعيما قويا" و"صادقا مع الجمهور".
ويبدو أن جهود ستارمر لتغيير حزب العمال بعد القيادة المثيرة للانقسام لليساري جيريمي كوربين قد أتت بثمارها، إذ قال 44% إن الرجل ساعد في توحيد الحزب، بينما اعتبر 40% أنه قام بعمل جيد للتخلص من التطرف ضمن صفوف المعارضة.
عند سؤالهم عن قائمة طويلة تتعلق بتصرفات ستارمر منذ توليه منصبه، أعرب أكثر من 40% عن اعتقادهم بأنه قام بعمل جيد في الحملة الانتخابية الأخيرة، وقدم بديلاً موثوقًا للمحافظين.
وربما يكون الناخبون لا يعرفون الكثير عن ستارمر إلا أنهم يريدون التغيير ومستعدون لمنح حزب العمال وزعيمه فرصة جديدة.