بين أزمة الشعبية والتحديات.. ستارمر يغامر بقيادة «العمال» في 2029

يواجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر واحدة من أعقد لحظات مسيرته السياسية منذ وصوله إلى رئاسة الحكومة، إذ تتقاطع أزماته الداخلية مع اختبار مبكر لشعبيته قبل الانتخابات العامة المقررة في عام 2029.
ففي الوقت الذي يؤكد فيه ستارمر عزمه "قيادة حزب العمال بالتأكيد" في المعركة المقبلة، تكشف استطلاعات الرأي عن صورة قاتمة لموقعه لدى الناخبين البريطانيين، حيث أصبح –وفقًا لصحيفة ديلي إكسبريس– السياسي الأقل شعبية في البلاد، بنسبة تأييد صافية بلغت (-37 نقطة).
استطلاع صادم
الاستطلاع ذاته أظهر أن البريطانيين باتوا يمنحون قدراً من التعاطف مع شخصيات خارجية مثيرة للجدل مثل ترامب وماسك، مقارنة بالثنائي الحكومي كير ستارمر ووزيرة خزانته راشيل ريفز، التي سجلت بدورها (-36 نقطة).
والمفارقة أن المستفيد الأكبر من هذا السخط الشعبي هو حزب "إصلاح المملكة المتحدة" بقيادة نايجل فاراج، الذي حصد نسبة تأييد صافية (+3)، وتفوق على حزب العمال بـ 40 نقطة، ليصبح القوة السياسية الأكثر جاذبية في استطلاعات الرأي الأخيرة.
الشباب.. «السلاح الضائع»
وفي محاولة لتوسيع قاعدته الانتخابية، أقدم ستارمر على قرار تاريخي بخفض سن التصويت إلى 16 عامًا، مضيفًا 1.5 مليون ناخب جديد. غير أن هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية، إذ تكشف استطلاعات مؤسسة مور إن كومون أن الناخبين الشباب يميلون إلى أحزاب بديلة.
فأكثر من واحد من كل خمسة من الفئة العمرية 16–17 عامًا أعربوا عن نيتهم التصويت لحزب "حزبكم" الذي أسسه جيريمي كوربين، بينما يتوزع البقية بين حزب فاراج اليميني وحزب العمال.
وبهذا يخسر ستارمر "سلاحه المحتمل"، بعدما كان يأمل في حشد الشباب لتعزيز موقعه الانتخابي.
انقسامات وانتقادات
الانقسامات لا تتوقف عند صناديق الاقتراع، إذ تتجلى في صورة سخط متزايد من قرارات حكومية سابقة، مثل رفع الضرائب على المزارعين، ما جعل هذه الفئة تحظى بتعاطف الرأي العام أكثر من الحكومة ذاتها.
كما جاء الملك تشارلز الثالث في صدارة الشخصيات الأكثر شعبية بتأييد (+27)، متقدمًا على سياسيين بارزين من المعارضة، وهو ما يعكس تراجع ثقة البريطانيين في القيادة العمالية الحالية.
مخاطر الرهان الانتخابي
ورغم تراجع المؤشرات، يصر ستارمر على المضي قدمًا في قيادة حزب العمال نحو انتخابات 2029، في وقت تبدو فيه خريطة التحالفات السياسية أكثر تفتتًا، والأحزاب المنافسة أكثر جرأة في استقطاب الغاضبين.
وبين ضغوط الداخل وتغير مزاج الناخبين، يقف رئيس الوزراء أمام معادلة صعبة: إما أن يستعيد ثقة الشارع البريطاني عبر إصلاحات ملموسة، أو أن يدخل التاريخ كزعيم قاد حزبه إلى هزيمة تاريخية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز