نجوم صاموا مبكرا: أدريانو.. الإمبراطور الذي حطمه الموت

نجوم صاموا مبكرا هو تقرير تقدمه "العين الرياضية" خلال شهر رمضان الكريم عن نجوم انتهت مسيرتهم مبكرا رغم البداية الواعدة لأسباب عدة.
حين يتألق لاعب كرة قدم بإنجازات فردية وجماعية أو أي رياضي آخر، فإنه يتوقع له أن يحقق المزيد في مشواره، لكن في لحظة ما يحدث توقف وصيام مفاجئ لا يوازي البداية المذهلة.
وقد يحدث هذا التوقف بسبب الموت، وأحياناً يتراجع المستوى لأسباب شخصية كالسهر وعدم الالتزام المرتبط بالنظام الغذائي أو الانضباط.
وهناك نجوم كرة قدم يتورطون في أزمات أخلاقية يكون لها تأثير كبير عليهم، وربما هناك فاجعة أو حادثة تعوق التفوق وتنهي المسيرة مبكرا.
أدريانو
يبقى اسم البرازيلي أدريانو، مهاجم فريق إنتر ميلان الإيطالي السابق، أحد أهم الأسماء التي مرت على سماء كرة القدم العالمية في العقد الأول من الألفية الثالثة.
اللاعب الذي كان يلقب بالإمبراطور خاض بين عامي 2000 و2010 قرابة 50 مباراة مع البرازيل سجل فيها 27 هدفاً.
ولو كان أدريانو قد نجح في الاستمرار بالملاعب لفترات أطول لكانت هذه الحصيلة قد زادت، وربما كان أصبح يوماً ما هداف السامبا التاريخي.
وتوج الفتى الموهوب بكوبا أمريكا 2004 مع البرازيل، وقبلها كأس العالم تحت 17 سنة، وبطولة أمريكا الجنوبية تحت 20 سنة في 2001، وكأس القارات 2005 مع السيليساو.
وخلال لعبه لإنتر ميلان حقق أدريانو 3 ألقاب للدوري ما بين 2006 و2009، وكأس إيطاليا في مناسبتين، والسوبر 3 مرات.
أدريانو كان أحد المتنافسين على الفوز بالكرة الذهبية من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الشهيرة في عام 2004 وحل سادساً، و2005 وجاء في المرتبة الخامسة.
وحصد الإمبراطور الكرة الذهبية لكوبا أمريكا 2004 وكذلك الحذاء الذهبي كأفضل لاعب، وكرر الثنائية ذاتها في كأس القارات 2005، وهو العام الذي اختير فيه كأفضل هدافي العالم من الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء.
انهيار مفاجئ
حدثت وفاة ألمير ليتي ريبيرو، والد أدريانو، في 3 أغسطس/ آب 2004، حيث وصلت مكالمة هاتفية للاعب من البرازيل، عرفته بالخبر ليلقي الهاتف ويبدأ في الصراخ.
ورغم أن أدريانو نجح في الحفاظ على نفسه فنياً لفترة بعد ذلك فإنه في خلال عامين فقط كان تراجع بصورة كبيرة للغاية، وبدأ يسير على خطى غير منضبطة خارج العشب الأخضر.
ويروي الأرجنتيني خافيير زانيتي قائد إنتر ميلان السابق تفاصيل ذلك اليوم الحزين، الذي جاء فيه خبر وفاة الأب للنجل أدريانو: "لقد ألقى هاتفه وبدأ يصرخ، وبت أراقبه أنا وماسيمو موراتي رئيس النادي منذ ذلك الحين.. كان يهدي كل هدف يسجله إلى والده في السماء".
ورغم الإشادة التي كان ينالها من زملاءه ووصفه بأنه مزيج من الظاهرة رونالدو والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش - مهاجم إنتر ميلان السابق - فإن الاكتئاب لم يغادر قلب الإمبراطور.
وخلال موسم 2006-2007 ارتبط اسم أدريانو بالظهور مرتين في ملاه ليلية، مما جعل دونغا مدرب البرازيل يستبعده من قائمة السيليساو لودية ضد الإكوادور.
وطالب دونغا أدريانو بالتوقف عن الأفعال غير المسؤولة والتركيز على مستقبله كلاعب كرة قدم.
وبسبب أن أدريانو فشل في القيام بما عليه من أدوار بشكل منضبط، وتغيبه عن التدريبات والسهر لساعات طويلة، استبعده روبرتو مانشيني مدرب الإنتر أكثر من مرة من مباريات مهمة أبرزها كانت ضد فالنسيا في دوري أبطال أوروبا.
ومع نهاية عام 2007، وقت كان أدريانو في الخامسة والعشرين من عمره، أعير إلى ساو باولو البرازيلي ومنه انتقل إلى فلامنغو بشكل نهائي لينتهي حلمه الأوروبي.
ورغم أن فترتي ساو باولو وفلامنغو شهدتا تسجيله 36 هدفاً، فإنه لم يعد لكامل مستواه وعانى في نهاية المشوار من فترات فشل ذريع مع روما الإيطالي وكورينثيانز وفلامنغو في فترة جديدة، وأتلتيكو باراناينسي وميامي يونايتد آخر فريق لعب له ولم يسجل معه أهدافاً مثلما جرى في آخر 3 تجارب في مسيرته، لتنتهي مسيرة الإمبراطور فعلياً في 2016 وإكلينيكيا في 2010.
aXA6IDMuMTQwLjE4OC41NyA=
جزيرة ام اند امز