نجوم صاموا مبكرا: توماس تايلور.. مشروع هداف حطمته كارثة ميونخ

نجوم صاموا مبكرا هو تقرير تقدمه "العين الرياضية" خلال شهر رمضان الكريم عن نجوم انتهت مسيرتهم مبكرا رغم البداية الواعدة لأسباب عدة.
حين يتألق لاعب كرة قدم بإنجازات فردية وجماعية أو أي رياضي آخر، فإنه يتوقع له أن يحقق المزيد في مشواره، لكن في لحظة ما يحدث توقف وصيام مفاجئ لا يوازي البداية المذهلة.
وقد يحدث هذا التوقف بسبب الموت، وأحياناً يتراجع المستوى لأسباب شخصية كالسهر وعدم الالتزام المرتبط بالنظام الغذائي أو الانضباط.
نجوم صاموا مبكرا.. فيفيان فوي أمل الكاميرون الذي تبخر في فرنسا
وهناك نجوم كرة قدم يتورطون في أزمات أخلاقية يكون لها تأثير كبير عليهم، وربما هناك فاجعة أو حادثة تعوق التفوق وتنهي المسيرة مبكرا.
توماس تايلور
تشير أرقام توماس (تومي) تايلور، مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي الشاب في خمسينيات القرن الماضي، إلى أنه كان يمثل مشروع هداف مهما لمنتخب إنجلترا.
وكان من الممكن أن يكون تايلور من كتيبة منتخب الأسود الثلاثة التي توجت بكأس العالم في 1966 لولا سقوطه صريعا في فاجعة طائرة ميونخ التي أسقطت 8 من لاعبي مانشستر يونايتد يوم 6 فبراير/ شباط 1958.
وسقطت طائرة فريق مانشستر يونايتد في الرحلة التي حملت رقم 609 خلال محاولات الخروج من تعلقها الذي نتج عن الثلج والمياه السائلة التي غطت مدرج الهبوط في مطار ميونخ - ريم في المدينة الألمانية.
وجاء ذلك أثناء عودة طائرة مانشستر يونايتد من بلغراد عقب مواجهة ضد النجم الأحمر الصربي في دوري أبطال أوروبا.
ماذا قدم توماس تايلور قبل السقوط؟
فارق توماس تايلور الحياة في سن مبكرة، 26 عاما، أتمها قبل 8 أيام فقط من سقوط الطائرة المشؤومة في ميونخ.
ودافع تايلور عن ألوان مانشستر يونايتد بين 1953 وحتى وفاته في فبراير 1958 في 189 مباراة سجل خلالها 131 هدفا، وهو الهداف الخامس عشر في تاريخ أولد ترافورد رغم وفاته صغيرا.
وجاء انتقال تايلور إلى مانشستر يونايتد في 1953 بعد تألقه مع بارنسلي في دوري القسم الثاني بتسجيل 26 هدفاً في 44 مباراة، مقابل مبلغ ضخم آنذاك بلغ 29 ألفا و999 جنيها استرلينيا.
وقيل إن الصفقة أتمت الـ30 ألف استرليني حين أخذ تايلور جنيهاً استرلينياً من محفظته ومنحه للفتاة التي كانت تقدم الشاي أثناء المفاوضات، ليصبح من أغلى الصفقات في تاريخ كرة القدم خلال تلك الحقبة.
وبعيداً عن مانشستر يونايتد، جذب توماس تايلور أنظار فرق شيفيلد وينزداي وديربي كاونتي وولفرهامبتون واندررز.
وقد لعب تايلور دوراً كبيراً في حملة تتويج مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي في 1956 و1957 وسجل في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 1957 الذي خسره 1-2 أمام أستون فيلا.
وقاد تايلور مانشستر يونايتد للتأهل إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في موسم 1956-1957.
وبلغت أهمية تايلور لدرجة أن السير مات باسبي، مدرب مانشستر يونايتد في الخمسينيات، رفض عرضاً قيمته 65 ألف جنيه إسترليني لبيعه في عام 1957 قبل أقل من عام من سقوطه صريعا مع الشياطين الحمر.
ولو كانت هذه الصفقة قد تمت لتحول تايلور لإحدى أغلى الصفقات في تاريخ كرة القدم العالمية وقتها من جانب.
وعلى مستوى منتخب إنجلترا، سجل تايلور 16 هدفاً في 19 ظهورا دوليا فقط له، أولها جاء في مباراته الدولية الأولى ضد تشيلي في صدام حسمته إنجلترا بنتيجة 2-1.
وأنهى تايلور مشواره الدولي القصير بثنائية في مرمى فرنسا في الفوز 4-0 في نوفمبر/ تشرين الثاني 1957 قبل أشهر قليلة من وفاته.
ولا يزال تايلور يحتفظ بالرقم القياسي لمعدل الأهداف بالنسبة للمباراة الواحدة في تاريخ مانشستر يونايتد والذي بلغ 0.67 هدف في اللقاء حتى الآن.