صاروخ "كروز" البحري سلاح استراتيجي جديد في يد ماكرون
صاروخ كروز البحري (سكالب) الذي استخدمته فرنسا، خلال ضربات دول ثلاثي التحالف، أصبح سلاحاً استراتيجياً وسياسياً جديداً لماكرون.
ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن صاروخ كروز البحري (سكالب) الذي استخدمته فرنسا، خلال ضربات دول ثلاثي التحالف الأمريكي الفرنسي البريطاني على مواقع سورية، فجر أمس، أصبح سلاحاً استراتيجياً وسياسياً جديداً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأشارت الصحيفة إلى أن "فرنسا ردت على عدوان النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري، بالمشاركة للمرة الأولى بإطلاق صواريخ بحرية من طراز "كروز"، لافتة إلى أن ذلك السلاح يعد سلاحاً سياسياً استراتيجياً للغاية، لكونه يصيب أهدافا دقيقة ومحددة وبقوة وفي العمق".
وأضافت الصحيفة أن الرئيس ماكرون، أصدر أوامره مساء الجمعة، لإطلاق "صاروخ كروز" البحري، مصوباً الهدف تجاه مخازن الأسلحة الكيماوية لنظام الأسد في سوريا، مشيرة إلى أنه وفقاً للبحرية الفرنسية، فإن ذلك السلاح الجديد يعد سلاحاً "استراتيجياً فاصلاً"، لكونه ينطلق من البحر ويوجه ضربات في العمق على الأرض على مساحة بعيدة بدقة عالية".
وينضم ذلك الصاروخ إلى ترسانة الصواريخ الفرنسية (سكالب)، ما يطلق عليه صاروخ (فروة الرأس).
وصاروخ (سكالب) هو صاروخ كروز دقيق ومتخفٍ، بعيد المدى، كما أنه موجه ذاتياً مع نظام أشعة تحت الحمراء ويتميز بدقة إصابته للأهداف من على بعد مئات الكيلو مترات، وهو مصمم لتدمير أهداف عالية القيمة الاستراتيجية في عمق أراضي العدو، ولهذا سمي بصاروخ "فروة الرأس" أي يدمر رأس العدو في العمق. وزودت فرنسا مدمراتها وفرقاطاتها وغواصاتها بهذا الصاروخ عام 2017.
وبحسب"لوموند" فإنه حتى الآن، فإن الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، اللتين تمتلكان الصاروخ "توماهوك"، وروسيا التي تمتلك الصواريخ "كاليبر"، كانوا البلدان الرئيسية في القدرة العسكرية.
واستخدم "توماهوك" في مطلع عام 2011 على ليبيا، وذلك عقب انطلاق طائرات القنص الفرنسية، لإزالة الدفاعات المضادة للطائرات لنظام القذافي، وأطلقت البحريتان الأمريكية والبريطانية في ذلك الوقت نحو 124 صاروخاً.
فيما أطلقت روسيا صواريخ "كاليبر" عام 2015 في سوريا، على منشآت تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي" في الأراضي السورية من بحر قزوين، وأصابت الصواريخ في ذلك الوقت أهدافها، التي تبعد نحو 1500 كيلومتر عن مكان إطلاقها.
ويشار إلى أن روسيا بدأت العمل بمشروع "كاليبر" في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، تزامنا مع بدء الولايات المتحدة الأمريكية العمل بمشروع "توماهوك".
وحول الدلالات السياسية، لاستخدام "كروز البحري" الفرنسي، أشارت الصحيفة إلى أنه في باريس، فإن اتخاذ قرار استخدام "صاروخ متخفي للأهداف المحددة" لم يكن بالقرار الهين إذ يشبه إلى حد بعيد قرار استخدام السلاح النووي ويضع فرنسا في مصاف الدول التي تملك هذا السلاح الاستراتيجي.
وتابعت أن الرئيس الفرنسي، بعدما حذر مراراً من تجاوز الخطوط الحمراء لاستخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا، اضطر إلى استخدام تلك الصواريخ لردع الأسد بمهام محددة ودقيقة، في مناطق محددة دون التسبب في خسائر في أرواح المدنيين، وذلك باستخدام تلك الصواريخ، الأمر الذي أطلقت عليه الصحيفة بـ"السلاح السياسي الفرنسي".