تقرير المخابرات الفرنسية عن كيماوي سوريا.. النص الكامل
تقرير للمخابرات الفرنسية أكد أن هناك هجوم بالكيماوي وقع في دوما وغيرها من المناطق يتحمل مسؤوليته النظام السوري.
ذكر تقرير للمخابرات الفرنسية، السبت، أن باريس استخلصت من تحليل تقني لمصادر متاحة للجميع و"معلومات مخابراتية موثوقة" أن قوات تابعة للحكومة السورية نفذت هجوما كيماويا على مدينة دوما بغوطة دمشق في 7أبريل/نيسان.
- مسؤول أمريكي: على إيران التركيز على عملتها بدلا من تبذير أموالها بسوريا
- الإمارات تعرب عن القلق الشديد من التصعيد بسوريا وتدين استخدام الكيماوي
وقال التقرير، الذي نشرته وزارة الخارجية الفرنسيةورفعت عنه صفة السرية: "وقعت عدة هجمات كيماوية فتاكة في مدينة دوما عصر السبت 7 أبريل/نيسان الجاري، ونحن نعتقد وبدرجة عالية من الثقة أن النظام السوري نفذها".
وأوضح أن منظمتين طبيتين أهليتين تنشطان في الغوطة، (هما الجمعية الطبية السورية الأمريكية واتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية)، وتتصف معلوماتهما عموما بالمصداقية، قالتا في تقارير علنية إن الضربات استهدفت بصفة خاصة البنية التحتية الطبية المحلية.
وأشار التقرير إلى أنه خلال الساعات الأولى من مساء يوم استهداف مدينة دوما السورية لوحظ تدفق هائل لمرضى على المراكز الصحية في الغوطة الشرقية (لا يقل بأي حال عن 100 فرد) تظهر عليهم أعراض تتفق مع أعراض التعرض لعنصر كيماوي وتم توثيق ذلك.. ويعتقد أن عشرات من الناس، أكثر من 40 فردا وفق عدة مصادر، توفوا جراء التعرض لمادة كيماوية.
وأكد التقرير أن المعلومات التي جمعتها فرنسا تمثل مجموعة من الأدلة التي تكفي لتحميل النظام السوري مسؤولية الهجمات الكيماوية:
كيماوي دوما
التقرير لفت إلى أن الأجهزة الفرنسية حللت شهادات وصورا ومقاطع فيديو ظهرت تلقائيا على مواقع متخصصة وفي الصحافة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات والأيام التي أعقبت الهجوم.
وبعد فحص مقاطع الفيديو وصور الضحايا التي نشرت على الإنترنت تمكنت الأجهزة من أن تستنتج، وبدرجة عالية من الثقة، أن الأغلبية العظمى حديثة وليست مفبركة.
وحلل خبراء فرنسيون الأعراض التي أمكن رصدها في الصور ومقاطع الفيديو المتاحة لعموم الناس.
وقد تم تصوير هذه اللقطات ومقاطع الفيديو إما في أماكن مغلقة داخل مبنى توفي فيه نحو 15 شخصا أو في مستشفيات محلية استقبلت مرضى عليهم آثار تعرض لمواد كيماوية.
وأكد التقرير أن كل هذه الأعراض من سمات الهجمات بأسلحة كيماوية وخاصة بعناصر خانقة وعناصر فوسفورية عضوية أو حمض سيانيد الهيدروجين، إضافة إلى أن ما يبدو من لجوء الخدمات الطبية لموسعات الشعب الهوائية كما ظهر في التسجيلات المصورة يعزز فرضية التسمم بمواد خانقة.
النظام السوري مسؤول
وذكر التقرير أن معلومات مخابراتية موثوق بها أشارت إلى أن المسؤولين العسكريين السوريين نسقوا ما بدا أنه استخدام أسلحة كيماوية تحتوي على الكلور في دوما.
وقال إن الهجوم وقع في إطار حملة عسكرية أوسع نفذها النظام على منطقة الغوطة الشرقية.. ومكنت هذه الحملة التي انطلقت في فبراير/شباط 2018 دمشق الآن من استعادة السيطرة على الجيب بأكمله.
وألمح تقرير المخابرات الفرنسية إلى أن"التكتيك الذي تبنته الفصائل الموالية للنظام تضمن الفصل بين الجماعات المختلفة (أحرار الشام وفيلق الرحمن وجيش الإسلام) من أجل تركيز جهودها واقتناص اتفاقات استسلام يجري التفاوض عليها. ومن ثم بدأت الجماعات المسلحة الرئيسية الثلاث مفاوضات منفصلة مع النظام وروسيا. وأبرمت أول جماعتين (أحرار الشام وفيلق الرحمن) اتفاقات أسفرت عن إجلاء ما يقرب من 15 ألف مقاتل وأسرهم".
وأشار إلى أنه خلال هذه المرحلة الأولى، تضمنت استراتيجية النظام السوري السياسية والعسكرية شن حملات عسكرية عشوائية متتالية على السكان المحليين اشتملت أحيانا على استخدام الكلور، ووقف العمليات لإجراء مفاوضات.
وذكر التقرير أنه منذ عام 2012 استخدمت القوات السورية مرارا نفس النمط من التكتيك العسكري؛ فاستخدمت المواد الكيماوية السامة أساسا خلال الحملات الأوسع في المناطق الحضرية، كما حدث في أواخر 2016 خلال استعادة حلب، حيث استخدمت أسلحة الكلور على نحو منتظم، بالإضافة إلى الأسلحة التقليدية.. والمناطق المستهدفة، مثل الغوطة الشرقية، كلها أهداف عسكرية رئيسية بالنسبة لدمشق.
لا معلومات حول امتلاك المسلحين للكيماوي
وأكد التقرير أن الأجهزة الفرنسية ليس لديها معلومات تدعم فرضية أن الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية كانت ستسعى لحيازة أسلحة كيماوية أو أنها كانت بحوزتها فعلا.
وأشار إلى أن الأجهزة الفرنسية ترى أن فبركة الصور التي جرى تداولها على نطاق واسع منذ يوم السبت الماضي أمر يصعب تصديقه؛ لأسباب منها أن الجماعات الموجودة في الغوطة لا تملك الموارد اللازمة لتنفيذ عملية اتصالات بهذا النطاق.
برنامج سري للأسد منذ 2013
التقرير لفت إلى أن الأجهزة الفرنسية تعتقد أن سوريا لم تعلن عن كل مخزوناتها وقدراتها لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لدى انضمامها مؤخرا على استحياء لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية في أكتوبر/تشرين الأول 2013.
يُذكر أن سوريا تحاشت الإعلان عن كثير من أنشطة مركزها للدراسات والبحوث العلمية.. ولم توافق إلا مؤخرا على إعلان أنشطة معينة لمركز الدراسات والبحوث العلمية وليس كلها، ولم تعلن عن موقعي برزة وجمرايا حتى 2018.
ومنذ 2014، نشرت مهمة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لتقصي الحقائق عدة تقارير تؤكد استخدام أسلحة كيماوية مع مدنيين في سوريا.
وأجرت آلية التحقيق المشتركة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهي الآلية المعنية بهجمات الأسلحة الكيماوية، تسعة تحقيقات في وقائع قيل إنها استخدمت خلالها.
وفي تقريريها لشهر أغسطس/آب وشهر أكتوبر/تشرين الأول 2016، عزت آلية التحقيق المشتركة ثلاث حالات استخدم خلالها الكلور إلى نظام دمشق وعزت حالة واحدة استخدم فيها غاز الخردل إلى داعش، لكنها لم تنسب أي هجوم من هذا النوع لأي جماعة سورية مسلحة.
هجمات كيماوية منذ أبريل 2017
أورد تقييم وطني فرنسي نشر في 26 أبريل/نيسان 2017 عقب هجوم خان شيخون كل الهجمات الكيماوية في سوريا منذ 2012، مصحوبا بتقييم لمدى ترجيحها وفقا للأجهزة الفرنسية.
وذكر أن هذا الهجوم نُفذ على مرحلتين، في اللطامنة في 30 مارس/آذار، ثم في خان شيخون بغاز السارين في 4 أبريل/نيسان، وهو ما أودى بحياة أكثر من 80 مدنيا.
ورأت السلطات الفرنسية في ذلك الوقت أن من المرجح جداً أن القوات المسلحة وقوات الأمن السورية هي المسؤولة عن الهجوم.
واطلعت الأجهزة الفرنسية على 44 زعما باستخدام أسلحة كيماوية ومواد سامة منذ الهجوم على خان شيخون. من هذه المزاعم الـ44 ترى الأجهزة الفرنسية أن الأدلة التي جمعت حول 11 هجوما تعطي مبررا لاعتبار أنها ذات طبيعة كيماوية.
ويُعتقد أن الكلور استُخدم في معظم الحالات، وتعتقد الأجهزة أيضا أن غاز أعصاب ساما استخدم في حرستا في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
وفي هذا السياق، يمكن ملاحظة زيادة كبيرة في حالات الاستخدام منذ عدم تجديد آلية التحقيق المشتركة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بسبب الفيتو الروسي بمجلس الأمن الدولي.
وأشار التقرير إلى أنه لوحظ أيضا بوضوح زيادة كبيرة في الهجمات بالكلور منذ بدء الهجوم على الغوطة الشرقية وتم إثباتها.
ولفت التقرير إلى أن " على أساس هذا التقييم الشامل والمعلومات التي جمعتها أجهزتنا، ومع عدم وجود تاريخ للعينات الكيماوية التي حللتها مختبراتنا، فإن فرنسا تعتبر: (أ) وبدون أدنى شك أن هجوما كيماويا استهدف المدنيين في دوما في السابع من أبريل/نيسان 2018، و (ب) أنه ما من سيناريو منطقي بخلاف أن القوات المسلحة السورية نفذت هجوما في إطار حملة أوسع في الجيب الواقع بالغوطة الشرقية.
وقال إن القوات المسلحة وقوات الأمن السورية تعتبر أيضا مسؤولة عن أعمال أخرى في المنطقة في إطار نفس هذه الحملة في 2017 و2018. وقدمت روسيا دعما عسكريا نشطا لا يمكن إنكاره للعمليات الرامية لاستعادة الغوطة.
وأكد أن روسيا بالإضافة إلى ذلك وفرت غطاء سياسيا مستمرا للنظام السوري لاستخدام الأسلحة الكيماوية، في كل من مجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، على الرغم من النتائج المناقضة لذلك التي خلصت إليها آلية العمل المشتركة.
aXA6IDMuMTM2LjIzLjEzMiA=
جزيرة ام اند امز