منذ عهد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، مروراً بعهد النماء والتمكين للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصولاً إلى عهد المحبة والسلام والازدهار والحزم، عهد قائد الأمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)..
قامت دولة الإمارات العربية المتحدة - ولا تزال - على أسس وركائز وثوابت لا تحيد عنها إطلاقاً رغم كل التحديات والصعوبات، والأخطار التي واجهت مسيرتها.
ولعل أهم هذه الثوابت قيامها على أركان التسامح والسلام، ومد جسور التواصل مع القوميات والشعوب والدول، وترسيخها مبدأ السلام نهجاً وعنواناً وممارسة، ونبذها الواضح والصريح لكل أشكال العنف، ومحاربتها لكل أنواع التطرف، والعنصرية، ومواجهتها الشجاعة ضد أشكال الإرهاب، وعملها الدؤوب مع المجتمعين العربي والدولي لوأد جميع المحاولات التي تحاول النيل من سلام العالم واستقراره، وإطفاء نيران المحاولات الظلامية للجماعات البراغماتية المتطرفة والإرهابية وعلى رأسها وفي مقدمتها جماعة الظلام والإرهاب (الإخوان المسلمين).
تنبهت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أخطار التشكيلات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وتنظيمات الإسلام السياسي، التي تتخذ من الدين عباءة فضفاضة خادعة، تتخفى خلف الشعارات، وتضمر الحقد، والقتل، والتصفيات، وتتخذ الانتقام والدموية نهجاً للتغير، وتتذرع بالدين، والدين منها براء، وعملت الإمارات نتيجة لهذا الوعي على رفع راية التصدي لهذه التنظيمات الظلامية المنحرفة عن كل القيم الإنسانية، والقاتلة لكل أمل في الحياة، والساعية إلى إشاعة الفوضى والدمار، وخير دليل على ذلك النتائج التي تمخضت عنها بعض الجهات التي اتخذت من مثل هذه التنظيمات أساساً، وفشلها الذريع في قيادة الدولة والمجتمع، لأنها بالأساس لا تحمل أي فكر تنموي، ولا نظرية معرفية حقيقية، ولا قيم ولا مبادئ يمكن أن ينشأ عنها وعليها المجتمع وينمو، وعمل هذا التنظيم الحقود على تصدير أفكاره المسمومة إلى الخليج العربي، ودس السم في العسل، وإيهام الشعوب العربية والخليجية بمشروعه القاتم الحاقد، لكن وبفضل الله وحكمة قيادتنا، كشفت دولة الإمارات عن نوايا هذا التنظيم منذ وجوده في الإمارات في عام 1962 أي قبل قيام دولة الاتحاد، ومحاولته التغلغل في عمق المجتمع الإماراتي بلا جدوى.
إن الطبيعة السمحاء، والأصالة العربية، والقيم الأخلاقية والمثل العليا الصافية التي يتسم بها مجتمع الإمارات شكلت بيئة طاردة لهذه الشرذمة الظالمة، وشكلت هذه القيم مناعة كبيرة، وحصناً منيعاً ضد سموم الإخوان المسلمين وأفكاره ومشاريعه التدميرية، فنجت الإمارات من الوقوع في مخالب هذا التنظيم الضال، ودعم هذه اللحمة الاجتماعية وعي وإصرار وحزم من قيادتنا الحكيمة التي ما ادخرت جهداً في سبيل تجفيف منابع طائفة الكفر والجريمة، وقطع إمداداتهم، وتعرية أهدافهم، وفضح مخططاتهم محلياً وعربياً وعالمياً، ضمن استراتيجية أمنية سياسية واعية للمخاطر مدركة لحجم التحدي، والأخطار.
ولدولة الإمارات الفخر أنها كانت السباقة لكشف تطلعات هذه الجماعية الظلامية خليجياً، ووقفت بكل حزم لوأد محاولاتها الفاشلة في العديد من دول الخليج، وفي جمهورية مصر العربية، حيث سعت للسيطرة على السلطة وفرض فكرها المسموم، وأيديولوجياتها المتطرفة الإجرامية.
لقد شكلت الضربة الأمنية الأخيرة، التي نجحت فيها قوى الأمن الإماراتية في كشف تنظيم سوداوي حاقد على أرض الإمارات ضربة قاصمة لهذا التنظيم الذي ما زال يواصل محاولاته العقيمة لزعزعة استقرار وأمن الإمارات، متناسياً أن دولة بحجم الإمارات، وقادة بقامة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإخوانه يشكلون الصخرة التي تتحطم عليها كل أحلامهم الظلامية، وكل تطلعاتهم في التخريب، والدموية والإرهاب، ونسوا أن دولة النور والتسامح والمحبة والسلام ستبقى لهم بالمرصاد، وستبقى سيفاً مسلطاً على رقاب كل من امتهن الإرهاب مهنة، واتخذ من التطرف مسلكاً ومنهجاً، وارتوى من الحقد غذاء.
إن الاستراتيجية محكمة المحاور التي اتخذتها دولة الإمارات لمواجهة أخطار التنظيمات الإرهابية المتطرفة نجحت نجاحاً محلياً وإقليمياً وعالمياً في تجفيف منابع هذه التنظيمات، ووقف أحلامها، وإيقاظ رموزهم من أضغاث أحلامهم، حيث تواصل دولة الإمارات معركتها العادلة ضد كل ما من شأنه المساس بكرامة الإنسانية، أو الاعتداء على حرمات، وكرامات الشعوب، بالإرهاب والترهيب، والتطرف والدموية، لهذا فإن الإمارات أصبحت حصناً منيعاً، ضد التطرف في العالم، ومنبعاً للنور يحرق جماعات الإرهاب والتطرف، وستبقى دولة الإمارات بقيادتها الحازمة الشجاعة، وشعبها المسالم الأصيل الحضن الذي يرعى كل فكر إنساني متسامح، وكل خطوة تعزز سلام البشرية وبناء حاضرها ومستقبلها، وستبقى الإمارات خطاً أحمر يعلم من يتجاوزه مآلاته المؤلمة والرادعة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة