الشهادة الروسية.. إرهاب قطر يفضحه التاريخ
حقائق مدوّية فجّرها السفير الروسي السابق في قطر، فلاديمير تيتورينكو، بحديثه عن مؤامرات الدوحة للإطاحة بالأنظمة العربية.
حين أعلنت قطر، في مارس/ آذار الماضي، قائمة ضمنتها أشخاصا وكيانات متهمة بالإرهاب، بدا للعالم أن الدوحة استوعبت الدرس، وقررت العودة إلى المظلة العربية.
"توبة" سرعان ما بترتها حقائق تظهر بين الحين والآخر، فتكسر تلك الصورة المبهرجة التي تسعى قطر لترسيخها في الأذهان، في محاولة لمسح أدران الماضي.
ولأن التاريخ عبارة عن مرآة تعكس محطات الدول والأمم، فقد تفجّرت الألغام التي رصفتها الدوحة في خندق الاستقرار العربي، بوجهها، لتقدم للعالم أدلة قاطعة بأن محاربة الإرهاب ليست سوى واجهة كاذبة تخفي بركانا ملتهبا من المناورات.
إسقاط الأنظمة العربية
حقائق مدوّية فجّرها السفير الروسي السابق في قطر، فلاديمير تيتورينكو، بحديثه عن مؤامرات الدوحة للإطاحة بالأنظمة العربية، من أجل زعزعة المنطقة وإعادة ترتيب أوراقها بما يخدم أطماعها.
تيتورينكو لم يناور في استخدام المصطلحات وهو يتحدث عن الدور القطري في تخريب البلاد العربية، ليقول، في مقابلة بثتها قناة "روسيا اليوم"، إن هدف الدوحة كان "إسقاط الأنظمة العربية".
ولئن لا يعتبر تصريح السفير الروسي جديدا بالنسبة لجزء كبير من الرأي العام العربي والدولي، إلا أن مجيئه على لسان دبلوماسي كان في عقر دار الدوحة، ومطّلع إلى حد كبير على خفايا وأسرار هذه الدويلة، أكد لأولئك الذين لا يزالون على الخط الفاصل بين التكذيب والتصديق، أن خراب المنطقة العربية مركزه الدوحة.
تصريحات أكدت أيضا الدور التحريضي الذي لعبه ثلاثي الإرهاب القطري، يوسف القرضاوي وعزمي بشارة وقناة الجزيرة، في تأجيج الأوضاع وتغذية الاحتجاجات المندلعة في 2011، ودعم المسلحين والتنظيمات الإرهابية عبر الأموال والدعاية الإعلامية المغلوطة.
ووفق الدبلوماسي السابق، فإن "الموقف القطري من الأنظمة العربية وروسيا تغيّر تماما بعد 2011، حيث رفعت الدوحة حينها شعار الانتقادات المفتعلة للأنظمة العربية ولسياسية موسكو بالمنطقة".
انتقادات مفبركة حولتها إلى سيناريوهات بثتها "الجزيرة"، هذه القناة التي كرّستها الدوحة بوق دعاية كاذبة، سعيا نحو تغيير جميع الحكام العرب، والتدخل في الشؤون الداخلية لمصر وليبيا وسوريا.
الدوحة.. "تقزّم الأنا" يفجّر الأحقاد
المعروف أن استقرار قطر السياسي وثروتها الاقتصادية مرتبطان بتنظيم الإخوان، غير أن الدور الهامشي للتنظيم في المشهد السياسي العربي، قبل 2011، حشر الدوحة في زاوية ضيقة هامشية أيضا، باعتبار صغر حجمها ووزنها.
شعور بالتقزّم دفعها للانقضاض على البلدان العربية التي شهدت احتجاجات منذ العام المذكور، لتؤجج الحراك فيها، وتنصب غرف عمليات إعلامية، بترت فيها الجسد العربي، وحولته إلى أشلاء متناحرة في عدة أماكن.
وبضمان حصولها على الخلطة الكاملة لبعثرة الأوضاع العربية، توجهت قطر نحو دعم قوى سياسية صاعدة في البلدان المهتزة على وقع الاحتجاجات، وقادت الردود الإقليمية تجاه الاضطرابات في ليبيا وسوريا، تحت شعار كاذب بعنوان «البحث عن حلول عربية».
غير أن غياب التطابق بين نوايا القيادة القطرية وبين قدراتها الدبلوماسية والبيروقراطية الفعلية، كان لابد وأن يخذل مخططاتها في واحدة من مراحلها، ويكشف صندوقا أسود ضاق ذرعا بإرهاب الدوحة.
الحقائق.. شوكة بحلق الدوحة
في واقعة غريبة، ضجت صحف قطرية بارزة، قبل أسبوع، بالتهاني بمناسبة زفاف نجل عبد الرحمن النعيمي، هذا الإرهابي المطلوب على قوائم الدوحة نفسها.
فالنعيمي يعتبر أول المطلوبين في قائمة قطر للإرهاب، والتي أعلنت عنها داخلية البلد الأخير في مارس آذار الماضي، وضمت في المجموع 19 شخصا، بينهم 11 قطريا، وعدد من الكيانات القطرية.
تهانٍ جاءت أيضا من مسؤولين قطريين، مثل عبدالله السليطي، المستشار بمشروعات النفط، والكاتب الصحفي بجريدة الراية، في قطر، والذي نشر صورة له "في حفل زواج عبدالله بن عبدالرحمن بن عمير الجبر النعيمي"، كما كتب بنفسه عبر "تويتر".
صورة فضحت أكاذيب تنظيم الحمدين الساعي إلى ذر الرماد على عيون العالم، والظهور بعباءة مكافحة الإرهاب، في مناورة للخروج من بوتقة الضغط، والتفكير في مسارات بديلة تؤمن له غطاء لتنفيذ أجنداته المشبوهة.