التضخم يتخطى 263 %.. شبح الجوع يطارد السودانيين
قفزت معدلات التضخم في السودان لمستويات قياسية وسط تراجع القدرة الشرائية للعملة المحلية- الجنيه- وصعود الدولار.
وقال الجهاز المركزي للإحصاء في السودان اليوم الثلاثاء إن معدل التضخم السنوي في البلاد ارتفع إلى 263.16 بالمئة في مارس آذار من 258.40 بالمئة في فبراير شباط.
وقالت وكالة السودان للأنباء في وقت سابق إن الخرطوم تعى للحصول علي وديعة مليار دولار بالبنك المركزي لدعم استقرار سعر الصرف، وذلك خلال زيارة وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم للسعودية حيث يشارك في الاجتماعات السنوية لصناديق التمويل العربية وصندوق النقد العربي في جدة.
ويئن السودان تحت وطأة أزمة اقتصادية منذ ما قبل الإطاحة بالرئيس عمر البشير في انتفاضة عام 2019.
واستقطبت الحكومة الانتقالية مساعدات دولية بمليارات الدولارات، لكن ذلك توقف ما دفع السودان إلى حافة هاوية الانهيار الاقتصادي.
وارتفعت الأسعار بفعل خفض قيمة العملة وتبني إصلاحات في منظومة الدعم، ففي العاصمة الخرطوم، زاد سعر رغيف الخبز الصغير من جنيهين سودانيين قبل عامين إلى حوالي 50 جنيها (0.11 دولار) اليوم، مع أن حجمه آخذ في التناقص.
وتشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة إلى أن حوالي 87 بالمئة من القمح الذي يستورده السودان يأتي من روسيا وأوكرانيا، مما يجعله من أكثر دول العالم العربي تأثرا بالحرب في أوكرانيا.
وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أنه في 2021، كان 56 بالمئة من سكان السودان البالغ عددهم 44 مليونا يعيشون على أقل من 3.20 دولار، أي حوالي ألفي جنيه سوداني، في اليوم ارتفاعا من 43 بالمئة في 2009.
ويقول الخبراء إن التضخم يحول دون استطاعة المزارعين تحمل تكاليف المستلزمات التي تشمل البذور والأسمدة والوقود. وهناك أيضا اضطرابات آخذة في التزايد ببعض المناطق الزراعية المهمة، وتشح الأمطار في بعض الأماكن بينما تهطل بغزارة في أخرى.