افتتاح المتحف المصري الكبير.. محطات نقل تمثال رمسيس الثاني
قال عالم الآثار الدكتور زاهي حواس إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل لحظة تاريخية للعالم بعد سنوات من العمل والدراسات الدقيقة لإنجازه.
أكد الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار الشهير، أن لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير تمثل حدثًا تاريخيًا عالميًا غير مسبوق، يجسّد أحد أعظم المشاريع الحضارية التي نفذتها مصر في العصر الحديث، نظرًا لما يحتويه المتحف من كنوز أثرية فريدة ومقتنيات ملكية نادرة وتجهيزات تكنولوجية متقدمة تتيح عرض تاريخ الفراعنة بصورة استثنائية.
وأوضح حواس، خلال تصريحات تلفزيونية، أن المتحف يعد نقلة نوعية في عالم المتاحف لما يتميز به من تصميم معماري فريد وتجهيزات متطورة تعكس روح الحضارة المصرية القديمة بوسائل عرض حديثة.
من وضع حجر الأساس إلى الافتتاح التاريخي

وأشار حواس إلى أن المشروع بدأ رسميًا بوضع حجر الأساس عام 2002، بعد اختيار التصميمات والشركات المنفذة بعناية شديدة لضمان إخراج المشروع بأعلى معايير الدقة والجودة.
وأضاف أن توقف العمل خلال أحداث عام 2011 لم يوقف الحلم، إذ وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة استكمال المشروع رغم التحديات الاقتصادية التي واجهتها الدولة آنذاك، تقديرًا لأهمية المتحف بوصفه صرحًا ثقافيًا عالميًا.
أربع سنوات لنقل تمثال رمسيس الثاني
واستعرض حواس المراحل التي مرت بها عملية نقل القطع الأثرية الكبرى إلى المتحف، مؤكدًا أن نقل تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يزن نحو 83 طنًا استغرق أربع سنوات من الدراسات والتجارب الهندسية الدقيقة لضمان سلامة النقل دون أي ضرر.
كما أشار إلى أن عملية نقل مركب الشمس كانت من أكثر المراحل تعقيدًا، نظرًا لحساسية الأخشاب التي يعود عمرها إلى أكثر من 4600 عام، ما استدعى تنفيذ دراسات علمية متقدمة بالتعاون مع فريق من الخبراء المصريين واليابانيين.
تعاون مصري ياباني في الترميم والنقل

وأوضح حواس أن الشراكة بين مصر واليابان في أعمال الترميم والنقل أثمرت نموذجا عالميا في الدقة والتنظيم، مشيرًا إلى أن الجانب الياباني قدّم تقنيات متطورة ساعدت في الحفاظ على القطع الأثرية خلال عملية النقل، في حين تولى الفريق المصري الإدارة الميدانية للمشروع باحترافية عالية.
ملوك مصر القديمة في صرح واحد
وبيّن حواس أن المتحف يضم أكثر من 40 ملكًا وملكة من عظماء مصر القديمة، إلى جانب عرض مئات القطع الأثرية التي تُعرض لأول مرة، من بينها مقتنيات الملك توت عنخ آمون، ومكتبة بحثية تُعد من أعظم مكتبات علم المصريات في العالم.
وأضاف أن القاعة الكبرى التي تستقبل الزوار تتصدرها تماثيل ضخمة أبرزها تمثال رمسيس الثاني، إلى جانب الدرج العظيم الذي يجمع بين الجمال المعماري والرمزية التاريخية.
تحديات هندسية وجهود وطنية
وأكد عالم الآثار المصري أن الفريق الوطني واجه تحديات هندسية ولوجستية بالغة التعقيد، وتمكّن من تجاوزها بالعلم والدراسة والخبرة، مثمنًا دور المهندسين وقيادات المشروع الذين عملوا على تنفيذ رؤية شاملة تجمع بين الأثر والثقافة والسياحة في مشروع واحد.
وأشار إلى أن المتحف لا يمثل مجرد مبنى أثري، بل مؤسسة ثقافية وتعليمية عالمية تُجسّد رسالة مصر إلى العالم بأن حضارتها ملك للإنسانية كلها.
عائد سياحي وثقافي ضخم
واختتم حواس حديثه بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير سيُحدث نقلة اقتصادية وسياحية كبيرة خلال العام الأول من افتتاحه، لافتًا إلى أن اهتمام وسائل الإعلام الدولية بحفل الافتتاح يعكس مكانة مصر في العالم.
وأوضح أن مشاركة عدد كبير من القادة والرؤساء والشخصيات البارزة في الحفل المرتقب تُعد تأكيدًا على التقدير الدولي لهذا المشروع الذي يعيد إلى الأذهان عظمة الحضارة المصرية الخالدة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTYxIA== جزيرة ام اند امز