تمثال «ميمنون الأصغر» لرمسيس الثاني مصدر إلهام قصيدة «أوزيماندياس»
يعد تمثال "ميمنون الأصغر" للفرعون المصري رمسيس الثاني، أحد أبرز الآثار المصرية القديمة في المتحف البريطاني في لندن، ويُعتقد أنه ألهم الشاعر الإنجليزي بيرسي بيش شيلي لكتابة قصيدته الشهيرة "أوزيماندياس".
التمثال الذي يعود تاريخه إلى نحو 3300 عام يصور رأس وجذع الفرعون المكسور بارتفاع 2.7 متر (8.8 قدم) وكان جزءًا من تمثال ضخم شُيد في معبد كبير في طيبة القديمة، بالقرب من الأقصر الحديثة.
رمسيس الثاني، الذي حكم مصر من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد، كان من أقوى حكام المملكة الحديثة (حوالي 1550-1070 قبل الميلاد) التي شهدت ازدهارًا وتطورًا حضاريًا وعسكريًا بعد فترة من الهيمنة الأجنبية.
ومن أبرز إنجازاته تكليفه ببناء العديد من المعابد، وتوسيع معبد الكرنك، وإنشاء مدن ونصب تذكارية ضخمة تجسد عظمته.
كذلك، عرف بحملاته العسكرية التي أعادت لمصر نفوذها، ومن أشهرها معركة قادش ضد الحيثيين في حوالي 1275 قبل الميلاد.
عُثر على آثار من الطلاء الأحمر على تمثال "ميمنون الأصغر"، مما يشير إلى أنه كان مدهونًا بألوان زاهية في الزمن القديم.
يُعد هذا التمثال أحد تمثالين وُضعا أمام معبد ضخم شيده رمسيس لنفسه في طيبة، وهو ما يجسد تعظيمه لذاته وتخليد اسمه.
يرجع اسم "ميمنون" إلى التباس حدث لدى علماء المصريات في القرن التاسع عشر، إذ كانوا يعتقدون أن التماثيل الكبيرة ذات النقوش اليونانية تمثل الملك الأسطوري اليوناني ميمنون، رغم أنها كانت تصور الفراعنة المصريين مثل أمنحتب الثالث. واستخدم لقب "الأصغر" لتمييز هذا التمثال عن تماثيل أخرى مشابهة.
اشتهر تمثال "ميمنون الأصغر" بإلهامه لقصيدة "أوزيماندياس"، حيث كان لموجة الاهتمام بالحضارة المصرية القديمة في القرن التاسع عشر دور بارز في تعزيز "الهوس المصري" في أوروبا وأمريكا.
ويعتقد أن شيلي اعتمد في قصيدته على وصف للتمثال، إذ تشير السجلات إلى أن المتحف البريطاني لم يحصل عليه حتى عام 1821، بعد ثلاث سنوات من نشر القصيدة في 1818.
aXA6IDE4LjIyNC42My4xMjMg جزيرة ام اند امز