صاحب نبوءة الانهيار المالي في 2008 يحذر من أزمة جديدة تهدد أمريكا

حذر الخبير الاقتصادي الشهير ديفيد روزنبرغ، مؤسس Rosenberg Research، من مرحلة خطيرة مقبلة للاقتصاد الأمريكي، وجاء تحذيره في وقت يسود فيه التفاؤل بين كبار الاستراتيجيين في وول ستريت.

وأكد روزنبرغ أن الأسواق المالية الأمريكية، وعلى رأسها مؤشر S&P 500، تقترب من مرحلة حرجة مدفوعة بتقييمات تاريخية مرتفعة ومؤشرات اقتصادية مقلقة.

ويحظى روزنبرغ باهتمام واسع، خاصة بعدما اكتسب سمعته عقب توقعه للأزمة المالية العالمية عام 2008. وعلى عكس الأغلبية التي تتبنى نظرة صعودية للمستقبل، يقدّم روزنبرغ رؤى مدعومة ببيانات تجبر المستثمرين على التوقف والتفكير بجدية.

• من هدنة هشة إلى اختبار صعب.. مدريد ترسم ملامح التجارة بين واشنطن وبكين

ونقل تقرير لموقع بيزنس إنسايدر عن مذكرته الأخيرة للعملاء، أن نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دوريًا (Shiller CAPE) لمؤشر S&P 500 بلغت نحو 37.5، وهو ثالث أعلى مستوى في التاريخ بعد قمتي عامي 2021 و2022.

وتُعد هذه النسبة من أبرز المؤشرات المستخدمة لتقييم السوق على المدى الطويل، حيث تُظهر أن السوق مبالغ في تسعيره مقارنة بمتوسط الأرباح لعشر سنوات.

وبحسب بيانات بنك أوف أمريكا، فإن التقييمات الأولية تفسّر نحو 80% من أداء السوق على مدى العقد التالي، ما يعزز من وجهة نظر روزنبرغ القائلة بأن العوائد المستقبلية ستكون ضعيفة.

بل ويذهب أبعد من ذلك، إذ تشير بياناته إلى أنه في كل مرة تجاوزت فيها نسبة Shiller CAPE مستوى 35، كانت العوائد خلال السنة التالية سلبية. وقال في مقابلة مع بيزنس إنسايدر: "إنه الحد الفاصل الوحيد الذي كانت فيه النتائج سلبية دائمًا."

لكن روزنبرغ لا يستند إلى التقييمات وحدها في تشاؤمه، بل يشير إلى ضعف الأسس الاقتصادية، وتحديدًا سوق العمل.

فقد أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل أن نمو الوظائف تباطأ إلى أقل من 100 ألف وظيفة شهريًا على مدى الشهور الأربعة الماضية. كما تم خفض تقديرات الوظائف المضافة خلال العام الماضي بأكثر من 911 ألف وظيفة.

وفي الأسبوع الماضي، ارتفع عدد طلبات إعانات البطالة الأولية إلى 263 ألفًا، وهو رقم أعلى من التوقعات ويشير، بحسب روزنبرغ، إلى ضغط سلبي على نمو التوظيف. وأضاف: "نعلم حسابيًا أن معدل التوظيف الحالي منخفض للغاية، وعندما تتجاوز المطالبات 240 ألفًا، فإنها تؤثر سلبًا على نمو الوظائف في القطاعات غير الزراعية."

وتوقع أن تنعكس هذه التأثيرات في بيانات سبتمبر المنتظر صدورها في أكتوبر/تشرين الأول.

ويعتبر روزنبرغ أن استمرار ارتفاع الأسواق رغم هذه المؤشرات السلبية هو دليل واضح على وجود فقاعة سعرية. وقال: "هذا هو ما تبدو عليه حالة النشوة، ونحن نشهدها في الوقت الفعلي. نحن في فقاعة سعرية ضخمة مستمرة، وعندما ترتفع الأسعار رغم ضعف الأساسيات، فأنت في قلب الفقاعة."

وفي ظل هذا التناقض الصارخ بين صعود الأسعار والتدهور الاقتصادي المحتمل، يرى روزنبرغ أن الحذر في الأسواق لم يكن يومًا أكثر أهمية مما هو عليه الآن.