تسويق إيران للحوثي.. شرعنة مزيفة وتهديد لاتفاق السويد
خبراء يؤكدون لـ"العين الإخبارية" أن التسويق الإيراني للحوثيين خارجيا يدفع اليمن نحو التشظي ويهدد ما تبقى من اتفاق ستوكهولم.
قال خبراء يمنيون إن الدبلوماسية الإيرانية تستغل اضطراب المشهد في البلاد لتسويق مليشيا الحوثي الإرهابية خارجيا في مسعى لشرعنة مزيفة وتهديد أي تسويات سياسية تفضي عن اتفاق ستوكهولم المدعوم من الأمم المتحدة.
واعتبر خبراء، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الاجتماعات التي رعتها إيران بين وفد مليشيا الحوثي الإرهابية وسفراء دول بلدان أخرى في طهران تعد سابقة على أعراف العلاقات الدولية، وتدفع اليمن نحو مزيد من التمزق في الجغرافيا وتصعيد يتجاوز فرص السلام واتفاق ستوكهولم المبرم في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
والإثنين، أعلنت الخارجية الإيرانية أنها رعت محادثات وصفتها بـ"الثنائية والثلاثية"، بين وفد مليشيا الحوثي و4 دول أوروبية في طهران (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا)، كما اعترفت ضمنيا بتعيين حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا سفيرا لدى إيران.
وكانت حكومة اليمن قد قطعت رسميا العلاقات مع إيران في أكتوبر/تشرين الأول 2015، بعد إغلاق سفارتها في طهران على خلفية دعم انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية.
جماعة إرهابية
رئيس المركز الإعلامي للمقاومة اليمنية الوطنية محمد أنعم قال إن "العالم يؤمن بأن الحوثيين جماعة لا تختلف عن طالبان وداعش، ولهذا نقلت كل الدول بعثاتها الدبلوماسية من صنعاء، كان أحدثها الروسية في ديسمبر/كانون الأول 2017، أما بعثة إيران فاستمرت وحيدة وما زالت".
ووصف أنعم، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، تباهي مليشيا الحوثي بعودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران بـ"الاستعراض والبحث عن انتصارات إعلامية".
وأشار إلى أن مليشيا الحوثي تلعب على المتناقضات كآخر أوراقها في المشهد اليمني المضطرب.
وأوضح أن كبار قيادات الجماعة باتوا يعملون بشكل موجه من أجل هزيمة الشعب معنوياً، وخلق حالة إحباط لدى الشارع من خلال تقديم أنفسهم كقوة لا تقهر، وأنهم يعدون قارب النجاة.
وأضاف أن توقف جبهات القتال وفرض القرار الأممي الذي نص على إيقاف تحرير مدينة الحديدة (غرب) وموانئها بالإضافة إلى أحداث عدن وتعز والصراعات داخل الشرعية أو الأصح في صف الجمهورية، زاد المشهد قتامة، لكن من المستحيل أن تكسب مليشيا الحوثي المعركة كونها تعيش حالة من الانهيار وعزلة في الداخل والخارج.
سابقة دبلوماسية
الخبير الاستراتيجي اليمني سياف الغرباني قال إنه لم يحدث في تاريخ الدبلوماسية أن تلتقي جماعة مسلحة بسفراء بلدان أخرى في بلد آخر، وهذه سابقة أقدمت عليها طهران وهي في طريق تسويق مليشيا الحوثي الإرهابية مع بعثات أوروبية اليومين الماضيين.
وأوضح، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن طهران تستغل علاقتها مع بعض الدول الأوروبية لتقديم جماعة مسلحة كمنقذ للبلاد وكسلطة أمر واقع، وهي في الحقيقة السبب الرئيسي خلف أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
كما لعبت طهران ووكلاؤها على عوامل وظروف الداخل المحرر الذي أضعف حالة الشرعية للتحرك إلى الخارج بدعم من بعض الدول الذي تنصب العداء في مسعى لإفشال تحالف دعم الشرعية في اليمن.
واعتبر الغرباني تعيين الحوثيين سفيرا لدى طهران تحديا جديدا لقرارات مجلس الأمن، وهو توثيق يستهدف اتفاق ستوكهولم المتعثر والذي لو لم يكن، خاصة المتصل بالحديدة، لشكل نهاية فعلية للانقلاب الحوثي.
خلط الأوراق
من جهته، اعتبر السياسي في الحزب الاشتراكي عادل البرطي أن القليل من التدقيق في تباهي زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي مؤخرا بشأن العلاقات مع إيران يلاحظ الإحساس النفسي المتجذر لدى الجماعة وشعورها بالقطيعة.
وأوضح، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أنه يسعى جاهدا لتطمين أتباعه بأنه يملك علاقات دبلوماسية كـ"دولة" بفضح مدى تبعيته لنظام ولاية الفقيه الذي يعاني سطوة العزلة دوليا.
وقال البرطي إن الأخطر في التوجه الإيراني الحوثي هو خلط الأوراق تجاه قضية الجنوب اليمني في ظل التعاطي الإخواني القطري إعلاميا الذي يسعى لتجريف وعي المواطن، خصوصا شمالا، وذلك من أي ردة فعل تجاه أي خطوات حوثية مقبلة جنوبا تغتال النسيج الاجتماعي وتشظي البلد الواحد.
وتقدم إيران دعما ماديا وعسكريا للحوثيين، من بين ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، التي حولت جغرافية البلاد إلى منصة تهديد ضد دول الجوار وطرق الملاحة الدولية.