أعادت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، التي تعهد فيها بإعادة النظر في قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.
التكهنات حول التحولات المحتملة في موقف إدارة بايدن من الملف اليمني.
وهذه الرؤية الأمريكية الجديدة ستكون لها مخاطر وانعكاسات سلبية للغاية على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
الحقيقة أن مزاعم وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب الأمريكية من شأنه أن يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن لا تمت للحقيقة بصلة، فالأزمة الإنسانية تقف وراءها مليشيات الحوثي التي لم تكتفِ بمنع دخول قوافل الإغاثة إلى المناطق التي تحتلها، بل قامت بنهبها وتوزيعها على مقاتليها.
وأمّا القول بأن هذا التصنيف قد يؤدي إلى تعقيد فرص التوصل إلى حل سياسي فتلك حجّة واهية، فمحاربة أمريكا لطالبان لم تحل دون تفاوضهما، ووضع حزب الله على قوائم الإرهاب لم يَعُق التدخل الأمريكي في الملف اللبناني.
ورغم أن حرب اليمن في عامها السادس فإنه ما زال هناك من يتجاهل دواعيها، وهم ينسون سبب الحرب أساساً، وهو انقلاب جماعة إرهابية على الحكومة الشرعية وتهديد أمن واستقرار اليمن والمنطقة بأسرها، ورفض جميع المبادرات السياسية لحل هذه الأزمة.
التحالف العربي منذ اليوم الأول لتدخله العسكري لدعم الحكومة الشرعية لاستعادة الدولة اليمنية وهو يسعى للوصول إلى الحل السياسي وإنهاء الأزمة اليمنية، بما يحقق مصلحة اليمن وشعبه ويحفظ أمنه وسيادته.
بإمكان التحالف العربي الانسحاب من اليمن، ولكن بالتأكيد هناك تبعات خطيرة لهذا القرار في هذا الوقت؛ أُولها أن اليمن سيدخل في حرب أهلية أطول وأشرس، وستتفاقم المأساة الإنسانية، وسيزداد الوجود الإيراني المسلّح في اليمن، وبالتالي يتعاظم التهديد لدول الخليج والمصالح الأمريكية في المنطقة، وستعود مليشيات الحوثي للسيطرة على باب المندب، الممر البحري الاستراتيجي المهم للملاحة الدولية، أيضاً، سيعود تنظيم القاعدة للظهور مجدداً بعد أن نجحت الولايات المتحدة، بالتعاون مع السعودية والإمارات، في تحجيم دوره جنوب اليمن، الأمر الذي يعني إرسال قوات دولية لقتال التنظيم الإرهابي كما يحدث في العراق وسوريا وأفغانستان.
ما يجب أن تدركه إدارة الرئيس بايدن -ولا أظنها تجهله- أن انسحاب التحالف العربي من اليمن لن يوقف الحرب، ولن يقلص الخسائر البشرية، بل على العكس، ستتفاقم مأساة اليمنيين الإنسانية، ووقف الحرب دون تقديم حلول عملية لتثبيت الأمن والاستقرار في اليمن تعني تركه دولة فاشلة. الجميع يرغب في انتهاء الصراع في اليمن، ولكن بما يحفظ أمن اليمن واستقراره وسيادته، ولن يحدث ذلك دون دعم الجهود الدولية لكبح التمدد الإيراني في المنطقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة