والدة منفذ هجوم لندن تكشف مسار تحوله لإرهابي
والدته قالت "لا يمكنني تصديق أن هذا حدث لابني. كان فتى محبًا"
"لا يمكنني تصديق أن هذا حدث لابني، كان فتى مهذبا ومحبا، كنت مقربة منه جدا.. أنا غاضبة للغاية".. بهذه الكلمات وصفت والدة منفذ حادث الطعن الإرهابي بلندن أمس الأول نجلها.
والأحد، أعلنت الشرطة البريطانية مقتل مسلح بعدما طعن 3 أشخاص في أحد الشوارع بحي ستريثام جنوبي العاصمة لندن.
ووفق صحيفة "التايمز" البريطانية فإن والدته حليمة خان (41 عاما) لم يكن لديها أدنى فكرة عما كان يخطط له ابنها سوديش أمان عندما تحدثت معه قبل ساعات فقط على شنه هجوم الطعن.
وأشارت إلى أنه تحول نحو التطرف أثناء إمضائه فترة عقوبة في سجن بلمارش شديد الحراسة، الذي يؤوي عددا من المدانين بتهم إرهابية.
وأشارت إلى أنه انتابها "شعور" بتورط ابنها عندما شاهدت الحادث في الأخبار، وتأكدت مخاوفها عندما شاهدت مقطع فيديو له بينما كان راقدا على الأرض، وأخيرا عندما زارها ضباط الشرطة بالمنزل في وقت لاحق من يوم الأحد، ليخبروها بمقتله.
وقالت: "لا يمكنني تصديق أن هذا حدث لابني. كان فتى محبًا، كنت مقربة منه جدًا. كان فتى مهذبا وعطوفا ولطيفا. كان دائم الابتسام. أنا غاضبة للغاية. عمره 20 عامًا فقط".
آخرة مرة رأت حليمة ابنها كان يوم الخميس، في الفندق الذي كان يقيم فيه بعد إطلاق سراحه من سجن بلمارش في 23 يناير/كانون الثاني؛ حيث حكم عليه في ديسمبر/كانون الأول عام 2018 بالسجن لمدة ثلاثة أعوام وأربعة أشهر بعد اعترافه بثلاثة اتهامات خاصة بحيازة وثائق تتضمن معلومات إرهابية، وسبعة اتهامات تتعلق بتوزيع مطبوعات إرهابية.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أنه تشارك رابطا لمجلة خاصة بتنظيم القاعدة عبر مجموعة على "واتساب" تتضمن أفراد عائلته: أشقاؤه الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و13 و11 عامًا في هذا الوقت، وأفراد العائلة من سريلانكا.
وأشارت إلى أنه كان يعيش مع والدته وإخوته الخمسة في مدينة هارو شمال غربي لندن خلال هذا الوقت.
وظهر خلال صور تم تشاركها عبر إحدى مجموعات "واتساب" أشقاؤه الأصغر سنًا داخل حجرة نومهم مع علم داعش الأسود، يتخذون وضعية للتصوير مع أسلحة، ويجلسون حول طاولة مستخدمين تحية داعش برفع إصبع واحد.
وفي المحكمة، وصفت حياته الأسرية بـ"الفوضوية"؛ حيث ربت والدته الأطفال بمفردها بعدما تخلى عنهم والدهم "مدمن الخمر" من أجل سيدة أخرى.
كان أمان يدرس العلوم والرياضيات في كلية نورث ويست لندن، لكن وجهت إليه تهم حيازة أسلحة هجومية، وحيازة حشيش في مايو/آيار ويونيو/حزيران من عام 2017 عندما كان بعمر 17 عامًا.
وأوضحت والدته أنه لم يكن "متدينا"، وأنه "تورط في كل هذه الأمور على الإنترنت"، مشيرة إلى أنه "أصبح أكثر تشددا داخل السجن".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه من غير المعلوم ما إن كان أمان شارك في برامج مكافحة التطرف، التي تم تنظيمها داخل السجن.
من جانبها، قالت صديقة سابقة لمنفذ الهجوم، إنها كانت تعيش في خوف دائم بعدما حثها على قطع رأس والديها، مشيرة إلى أنه كان يتخيل موت غير المسلمين طعنًا بالسكين، وخطط بعناية للهجوم الذي نفذه الأحد.
وأوضحت لشبكة "آي تي في نيوز" البريطانية أنها شعرت أنها عالقة في علاقة استمرت على مدار عام مع طالب الجامعة قبل اعتقاله في مايو/أيار عام 2018.
وأشارت إلى أنه تحدث معها بشأن إعلانه الولاء لتنظيم داعش وذبح غير المسلمين بسكين حاد، وقال إنه يتعين عليها قتل والديها اللذين وصفهما بـ"الكافرين".
كما أرسل إليها كتيب إرشادات تنظيم القاعدة حول صناعة القنابل في المنزل، ورسالة يقول فيها: "خذي سكينا، مولوتوف، أو سيارة ليلًا، وهاجمي السياح (الصليبيين) وجنود الطاغوت، أو السفارات الغربية في كل دولة".