وسط انتقادات منظمات حقوقية.. شروط اختبار الجنسية الأمريكية الجديدة 2025

تبدأ السلطات الأمريكية منتصف أكتوبر/ تشرين الأول المقبل تطبيق نسخة جديدة من اختبار التجنيس، في إطار تغييرات أوسع تطال نظام الهجرة القانوني في البلاد.
في خطوة تعكس نهجًا رقابيًا مشددًا، أعلنت الإدارة الأمريكية عزمها تنفيذ نسخة محدثة من اختبار التجنيس تحتوي على 128 سؤالًا تغطي تاريخ الولايات المتحدة ونظامها السياسي، بدلاً من النسخة السابقة المعتمدة منذ عام 2008، والتي تضمنت 100 سؤال فقط.
وسيتوجب على المتقدمين الإجابة شفهيًا على 20 سؤالًا، مع ضرورة الإجابة الصحيحة على 12 منها، مقارنةً بالحد السابق الذي كان يكتفي بـ6 إجابات صحيحة من أصل 10.
تفاصيل اختبار التجنيس الأمريكي الجديد
النسخة الجديدة من الاختبار تُعيد تفعيل النموذج الذي كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب قد أقرّته، قبل أن تعود إدارة الرئيس جو بايدن إلى نسخة مبسطة منه. واعتبرت الإدارة الحالية أن النسخة المبسطة تمثل تخفيفًا غير مبرر في معايير القبول، ما دفعها إلى إعادة تبني النموذج الأكثر تفصيلًا، في سياق أوسع لإعادة ضبط معايير التجنيس والاندماج.
يُعد هذا الاختبار شرطًا أساسيًا ضمن متطلبات التجنيس، إلى جانب إثبات الإقامة القانونية لفترة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، وإجادة اللغة الإنجليزية. وتضمنت النسخة الجديدة أسئلة تفصيلية حول التعديل العاشر للدستور الأمريكي، وأوراق الفيدراليست، والرئيس الأسبق دوايت أيزنهاور، وأسماء شخصيات بارزة مثل ألكسندر هاملتون وجيمس ماديسون، فضلًا عن موضوعات تتناول الابتكارات الأمريكية.
استثناءات اختبار التجنيس الأمريكي الجديد
تستمر بعض الاستثناءات في التطبيق، حيث يُسمح للمتقدمين الذين تجاوزوا سن 65 عامًا وأقاموا في الولايات المتحدة لمدة لا تقل عن 20 عامًا، بالاطلاع على 20 سؤالًا فقط، مع إمكانية أداء الاختبار بلغتهم المفضلة. ويُمنح من يفشل في المحاولة الأولى فرصة ثانية، وإن فشل مجددًا يُرفض طلبه بشكل نهائي.
في موازاة هذه التغييرات، أعلنت هيئة خدمات الجنسية والهجرة الأمريكية (USCIS) عن إعادة تفعيل عدد من الممارسات الرقابية، كان أبرزها "التحقق من الحي"، وهي آلية ميدانية يتم من خلالها إرسال محققين للتواصل مع جيران وزملاء المتقدمين بهدف جمع معلومات تقييمية عن مدى أهليتهم للحصول على الجنسية.
وتسعى الإدارة كذلك إلى توسيع تعريف "حسن السيرة والسلوك"، وهو أحد الشروط الرئيسية في إجراءات التجنيس، ليشمل مراجعة نشاطات المتقدمين على منصات التواصل الاجتماعي، وتقييم أي تعبيرات تُصنَّف على أنها "مناهضة لأمريكا"، مما يضيف بُعدًا إيديولوجيًا للمراجعة الأمنية.
الهجرة إلى أمريكا تصبح أصعب
في تصريح رسمي، أوضح ماثيو تراجيسر، المتحدث باسم USCIS، أن إعادة تبني اختبار عام 2020 تأتي في سياق سياسة تهدف إلى تعزيز اندماج حقيقي للمتقدمين، وضمان قدرتهم على الإسهام الفاعل في المجتمع الأمريكي. وأضاف أن هذا الإجراء يأتي ضمن مجموعة أوسع من التعديلات المتوقعة على نظام الهجرة.
في المقابل، عبّرت منظمات مدافعة عن حقوق المهاجرين عن مخاوفها من أن تُسهم هذه التغييرات في تعقيد مسار التجنيس أمام فئات مستقرة منذ سنوات طويلة في الولايات المتحدة، وتؤدي إلى تحميلهم أعباء إدارية ومعنوية إضافية دون مبررات كافية، بالرغم من مساهماتهم المستمرة في المجتمع والاقتصاد الأمريكي.
وتأتي هذه الخطوات ضمن سياسة موسعة لإعادة تشكيل النظام القانوني للهجرة، وتشمل التعديلات مراجعة شاملة لإجراءات منح التأشيرات وتصاريح العمل والإقامات الدائمة، مع تشديد التدقيق الأمني وتوسيع نطاق الفحص الإيديولوجي، في اتجاه يكرّس نهجًا أكثر صرامة تجاه المهاجرين الشرعيين.