هل تقهر الحرارة والرطوبة فيروس كورونا؟
علماء في معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" وجدوا أن 90% من إصابات كورونا حدثت في مناطق ذات درجات حرارة منخفضة بين 3 و17 درجة مئوية.
أظهرت دراسات حديثة أن درجات الحرارة الدافئة والرطوبة ربما تؤدي إلى إبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لكنها لا تقضي عليه تماماً.
ووجد علماء في معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" الأمريكي أن 90% من إصابات كورونا حتى الأحد، حدثت في مناطق ذات درجات حرارة منخفضة بين 3 و17 درجة مئوية، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأشارت الدراسة إلى الإبلاغ عن حالات إصابة بالفيروس في البلدان ذات المناخ الاستوائي، وتلك الموجودة في نصف الكرة الجنوبي، التي هي الآن في فصل الصيف، لكن المناطق التي تتعرض لدرجات حرارة فوق 17 درجة مئوية تمثل حالياً أقل من 6% من إجمالي حالات الإصابة عالمياً.
من جانبه، قال قاسم بخاري عالم الحاسوب، الذي شارك في تأليف الدراسة، إنه "حيثما كانت درجات الحرارة أكثر برودة، بدأ عدد الحالات يتزايد بسرعة".
وأضاف: "ترى هذا في أوروبا، على الرغم من أن الرعاية الصحية هناك من بين الأفضل في العالم"، لافتاً إلى أن هذا النمط ينطبق على الولايات المتحدة أيضاً.
وأوضح أن التفشي ظهر بشكل أبطأ في الولايات الجنوبية مثل أريزونا وفلوريدا وتكساس مقارنة بنيويورك وواشنطن وولاية كولورادو، على سبيل المثال، وفي كاليفورنيا معدل الانتشار كان متوسطاً.
وأضاف بخاري أن صناع القرار لا يجب أن يتهاونوا على أمل أن يموت الفيروس مع ارتفاع درجة الحرارة.
وتابع: "ما زلنا بحاجة إلى اتخاذ احتياطات قوية، ربما تؤدي درجات الحرارة الأكثر دفئاً إلى جعل هذا الفيروس أقل فعالية، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد انتقال".
وتوصلت دراستان أخريان على الأقل إلى استنتاجات مماثلة، بينهما واحدة أجراها باحثون صينيون في جامعتي "بيهانج" و"تسينجهوا".
ووجد الباحثون خلال الفترة من 21 إلى 23 يناير/كانون الثاني، قبل تدخل السلطات الصينية لوقف انتشار الفيروس، كانت العدوى تحدث بوتيرة أسرع في شمال الصين، في درجات حرارة منخفضة ورطوبة نسبية، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال الباحثون إن كل زيادة بمقدار درجة مئوية واحدة في درجة الحرارة وزيادة في الرطوبة النسبية بنسبة 1٪ تقلل من تكاثر الفيروس بمقدار 0.0383 و0.0224 على التوالي.
وتتوافق النتائج التي توصلوا إليها مع أبحاث أخرى تظهر أن ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة العالية تقلل بشكل كبير من انتقال الأنفلونزا.
وخلص باحثون في إسبانيا وفنلندا إلى أن الفيروس يميل إلى الانتشار في مناطق ذات ظروف جافة ودرجات حرارة تتراوح بين -2 و9.4 درجة مئوية.
ويقول مسؤولو الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إنه من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات بشأن السلوك الموسمي للعدوى.
وفي هذا السياق، قال آندي بيكوسز عالم الأحياء الدقيقة في كلية "بلومبرج" للصحة العامة بجامعة "جونز هوبكنز"، الذي لم يشارك في الدراسات، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه من الأسلم افتراض أن الفيروس لن ينحسر في الصيف.
وأضاف بيكوسز: "لا نعرف كيف سيكون سلوك فيروس كوفيد-19 في الطقس الحار، استعدوا للتعامل مع هذا الأمر في أشهر الصيف، وافترضوا أنه لن تكون هناك فترة راحة".
وبلغ عدد الوفيات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية 785 حالة بينما تخطت الإصابات 54 ألفاً و996 حالة، حسب إحصاءات السلطات الفيدرالية.
وارتفعت، الأربعاء، حصيلة الوفيات المؤكدة حول العالم جراء فيروس كورونا المستجد إلى 19 ألفاً و643 حالة، وبلغ عدد المصابين بالوباء أكثر من 436 ألفاً و535 شخصاً، بينما تعافى 111 ألفاً و889 شخصاً.
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA==
جزيرة ام اند امز