دراسة: زحف البشر وراء انقراض دب الكهوف
العلماء يقولون إنهم حصلوا على بيانات الخريطة الوراثية "الجينوم" لهذا الدب من عظام 59 دبا، اكتشفت في 14 موقعا بعدة دول
أكد علماء في دراسة أن الإنسان ضالع أكثر من برودة الطقس الشديدة خلال العصر الجليدي في انقراض دب الكهوف، الذي كان من أبرز الحيوانات التي عاشت في أوروبا في عصر ما قبل التاريخ.
ويعد دب الكهوف، اسمه العلمي أورسوس سبيلايوس، أحد الحيوانات الأساسية التي كانت تقطن أوروبا في العصر الجليدي مع حيوانات أخرى مثل أسد الكهوف ووحيد القرن الصوفي والماموث وثور البيسون، وكان حجم دب الكهوف مماثلا تقريبا للدب القطبي، لكنه كان فقط من الحيوانات آكلة العشب، وظهرت رسوم تصوره على جدران كهوف تعود لعصر ما قبل التاريخ، وبدأ الإنسان العاقل في الظهور في أفريقيا أولا قبل أكثر من 300 ألف عام، ثم انتشر فيما بعد في أنحاء العالم.
وهناك جدل علمي بشأن السبب الرئيسي في انقراض دب الكهوف، هل كان المناخ شديد البرودة الذي قضى على النباتات التي يقتات عليها أم أنه زحف البشر وصيدهم له وسكنهم في الكهوف التي كان يعتمد عليها في البيات الشتوي والتكاثر؟
وتشير الدراسة -التي نشرت في دورية "ساينتيفيك ريبورتس"- إلى أن أعداد الدببة بقيت كبيرة قبل وصول الإنسان العاقل، على الرغم من أنها كانت تعيش مع نوع بشري آخر، وهو إنسان نياندرتال البدائي، الذي انقرض بعد زحف الإنسان العاقل إلى أوراسيا.
وقال العلماء إنهم حصلوا على بيانات الخريطة الوراثية "الجينوم" لهذا الدب من عظام 59 دبا، اكتشفت في 14 موقعا بفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وسيبيريا وإسبانيا وسويسرا.
وباستخدام تلك البيانات رصد العلماء انخفاضا في أعداد الحيوان قبل نحو 50 ألف عام، بالتزامن مع وصول أجدادنا إلى شرق أوروبا، ثم رصدوا انخفاضا حادا آخر بدأ قبل نحو 40 ألف عام بالتزامن مع انتشار البشر في أنحاء القارة، وفي النهاية انقرض دب الكهوف قبل نحو 20 ألف عام.
وتقول الإخصائية في علم البليونتولوجي، الذي يبحث في أشكال الحياة في العصور الجيولوجية القديمة، في جامعة زوريخ في سويسرا، فيرينا شونمان، إن الانخفاض الحاد في أعداد دب الكهوف الذي حددته الدراسة يعود لحقبة تسبق المناخ شديد البرودة المرتبط بأحدث عصر جليدي، وأضافت أن أعداد الحيوان ظلت مستقرة لفترات طويلة من الزمن قبل ذلك، بما شمل حقبتين شديدتي البرودة وموجات باردة متعددة أخرى.
وتقدم تلك الدراسة أدلة جديدة على أن وصول البشر كان نذيرا بهلاك الكثير من الأنواع في أنحاء أوراسيا والأمريكتيين وأستراليا.
وقال عالم في الجيولوجيا الحيوية في جامعة توبينجن في ألمانيا هيرفه بوخرنس "هناك المزيد والمزيد من الأدلة على أن الإنسان الحديث لعب دورا حاسما في تراجع وانقراض الثدييات الكبيرة بمجرد انتشاره في أنحاء الكوكب، اعتبارا من نحو 50 ألف عام مضت".
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز