سياسات ترامب تعزز مخاوف من إنجاب أطفال مبتسرين
دراسة أمريكية حديثة ترصد علاقة بين تزايد ولادة الأطفال المبتسرين وحملات مداهمة المهاجرين.. هل ستزيد في عهد ترامب؟
إذا كان البعض يشعر بالقلق من سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا سيما ما يتعلق منها بأوضاع المهاجرين في الولايات المتحدة، فبوسعه أن يزيد من قلقه في ضوء النتائج التي كشفتها دراسة أمريكية جديدة، تحمل في طياتها بشرى بتزايد معدلات ولادة الأطفال المبتسرين بسبب ترامب وسياساته، وفي القلب منها موقفه من المهاجرين.
الدراسة التي لم تشر إلى ترامب بشخصه، ربطت بين إنجاب أطفال مبتسرين وحملات مداهمة تستهدف المهاجرين.
وتفيد الدراسة بأنه في أعقاب مداهمات تستهدف المهاجرين قد تكون النساء من أصل لاتيني في الولايات المتحدة أكثر عرضة لإنجاب مواليد مبتسرين أو أقل من الوزن الطبيعي حتى إذا كن مواطنات أمريكيات.
وللبحث في هذه الصلة بين سياسات الهجرة ونتائج الحمل، درس الباحثون بيانات المواليد قبل وبعد اعتقال السلطات الأمريكية 400 عامل غير مسجل في مجزر يهودي ومصنع لتعبئة اللحوم في بنسلفانيا بولاية أيوا في عام 2008. وفي ذلك الوقت كانت هذه أكبر مداهمة على مكان واحد في تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت نيكول نوفاك، الباحثة بمركز دراسات السكان في جامعة ميشيجان وكبيرة الباحثين في الدراسة: "تسببت غارة بوستفيل في حالة من الخوف الشديد والاستياء بين المهاجرين والأمريكيات من أصل لاتيني في مختلف أرجاء ولاية أيوا بما في ذلك بين النساء الحوامل".
وأضافت نوفاك "نعلم أن الضغط العاطفي يمكن أن يؤثر على الأمهات الحوامل وعلى حملهن بأشكال عدة منها تغيير توازنات هرمونات التوتر بشكل يؤثر على نمو الأجنة".
وتابعت "شبكات الدعم الاجتماعي يمكن أن تساعد في الحماية من هذه الآثار، لكن بعد غارة بوستفيل عزل الخوف الناس عن بعضهم البعض مما قلل من الدعم العاطفي وتركهم أكثر عرضة للخطر".
وعادة ما يستمر الحمل نحو 40 أسبوعا، والمواليد بعد 37 أسبوعا من الحمل يعتبرون كاملي النمو. لكن الذين يولدون قبل ذلك عادة ما يعانون من صعوبات في التنفس. وقد يعاني المبتسرون كذلك من مشكلات أطول أمدا، مثل ضعف النظر وضعف السمع وضعف المهارات الإدراكية فضلا عن مشكلات تتعلق بالسلوك.
ومن أجل إعداد هذه الدراسة قام الباحثون بتحليل سجلات 52344 مولودا ولدوا في أيوا خلال 37 أسبوعا بعد الغارة وخلال الأسابيع المقابلة لها من العام السابق.
وكتب الباحثون في النشرة الدولية لعلم الأوبئة يقولون، إن المواليد لأمهات من أصل لاتيني بعد الغارة كانوا أكثر عرضة بنسبة 24% لأن يكونوا أقل من الوزن الطبيعي من مواليد العام السابق.
ومن بين الأمهات من أصل لاتيني اللائي وُلدن بالخارج كانت نسبة المواليد الأقل من الوزن الطبيعي قبل المداهمة 4.5% بالمقارنة مع 5.6% بعد المداهمة.
ومن بين الأمهات من أصل لاتيني اللائي وُلدن في الولايات المتحدة كانت نسبة المواليد الأقل من الوزن الطبيعي 5.3% قبل الغارة و6.4% بعدها.
وقال ستيفين والاس، مساعد مدير مركز بحوث السياسات الصحية بجامعة كاليفورنيا - لوس انجليس، إن الدراسة تشير كذلك إلى أن "أثر هذه المداهمة على انخفاض وزن المواليد جاء نتيجة آليات نفسية مثل التوتر أو نقص الدعم الاجتماعي وليس نتيجة لدرجة استخدام الرعاية الصحية".
ويتوقع كثير من المراقبين أن تزداد حملات مداهمة المهاجرين في الفترة المقبلة بفضل سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناوئة للمهاجرين.
وأضاف والاس الذي لم يشارك في إعداد الدراسة أن امتداد الأثر إلى الأمريكيات من أصل لاتيني يشير إلى أن حالة الخوف بعد الغارة أثرت على المجتمع بأسره وليس فقط على المهاجرين.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjYwIA== جزيرة ام اند امز