صعق جذور النباتات بالكهرباء.. أحدث وسيلة لـ«إنقاذ العالم»
تكمن في عالم النباتات إشارات كهربائية تماثل تلك الموجودة في باقي الكائنات الحية.
على الرغم من عدم قدرتنا على رؤية هذه الإشارات أو الشعور بها بشكل مباشر، فإن نبضات النشاط الكهربائي تتدفق عبر أنسجة النباتات، ما يثير حركات مفاجئة أحيانًا أو يعمل كتحذير في حال وجود مشكلة تؤثر على النبات.
يُظهر البحث الحديث أن هذه الإشارات الكهربائية يمكن الاستفادة منها لتعزيز عملية نمو النباتات.
أظهرت التجارب التي أجراها العلماء استخدام النقاط الكهربائية في النباتات لتحسين نمو البراعم الجديدة بشكل أسرع.
على الرغم من أن الفكرة قد تبدو فكرة ممتعة للبعض، فإنها قد تكون نعمة حقيقية لزيادة الإمدادات الغذائية العالمية، خاصة في ظل التحديات المتزايدة للأمان الغذائي التي تواجه العالم بسبب التغيرات المناخية والصراعات.
تشير إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى تزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع، إذ يتوقع أن يصل هذا العدد إلى ما بين 691 و783 مليون شخص في عام 2022، ما يعزز الحاجة إلى حلول فعّالة لتحسين إنتاج المحاصيل وتوفير إمدادات غذائية آمنة وكافية.
تطرق الباحثون أيضًا إلى استخدام الطاقة بشكل فعّال في مجال الزراعة، إذ قاموا بتطوير نظام زراعة مائية منخفض الطاقة يستخدم جهدًا كهربائيًا صغيرًا وثابتًا لتحفيز نمو الشتلات.
تُعتبر أنظمة الزراعة المائية بديلًا فعّالًا لاستخدام التربة، إذ تقلل من استهلاك المياه وتحتاج إلى كميات أقل من السماد.
على الرغم من فوائد الزراعة المائية، يُشير الباحثون إلى أنها تعتبر حلاً محددًا ومناسبًا بشكل أكبر للمناطق ذات الأراضي الصالحة للزراعة والتي تواجه ظروفًا بيئية قاسية.
يمكن أن تلعب التقنيات المستدامة والابتكارات في مجال الزراعة دورًا حيويًا في مواجهة التحديات البيئية وتعزيز فعالية الإنتاج الزراعي.
من خلال التجارب التي أجراها الباحثون، تبين أن النباتات المحفزة كهربائيًا قد تكون أكثر فعالية في امتصاص العناصر الغذائية، مما يعزز إمكانية تحويلها إلى كتل حيوية تحتوي على نيتروجين، الأمر الذي قد يسهم في تحسين جودة المحصول وكفاءته الغذائية.
ورغم أنه لا يزال هناك الكثير لفهم كيف يؤثر التحفيز الكهربائي على عمليات نمو النباتات بشكل دقيق، فإن البحث يظهر أنه حتى الجرعات الصغيرة من التحفيز يمكن أن تترك تأثيراً دائمًا على النباتات.