«عسل السدر» في خطر.. تغير المناخ وقطع الأشجار يحاصران نحل اليمن
يواجه العسل اليمني العديد من العوائق التي تحول دون زيادة إنتاجيته، بعد أن ارتفعت في السنوات الماضية لا سيما عسل السدر الأكثر جودة.
وقد ساهمت تقلبات الجو وارتفاع درجة الحرارة عقب التغيرات المناخية، وقطع الطرقات من قبل مليشيات الحوثي، في إضعاف إنتاج كميات العسل اليمني، فضلاً عن ظاهرة الاحتطاب الجائر التي تشهدها مناطق واسعة في اليمن، خاصة قطع شجرة السدر من جذورها، والتي يتغذى النحل على رحيق ثمارها.
- 2023 عام المناخ الغاضب.. كوارث منقوشة في الذاكرة
- تعهدات COP28 أنهت الخلافات التاريخية حول الوقود الأحفوري
ويعمل في تربية النحل وإنتاج العسل نحو 100 ألف يمني، في ظل ما تشهده البلاد من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة.
تراجع إنتاج العسل
ويقول النحال اليمني رضوان صالح (47 عاماً)، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن خلايا نحله لم تعد تنتج كما كانت في السابق، وأن هناك تراجعاً وصفه بـ"الكبير" في كميات العسل الذي كان يحصل عليه، خاصة عسل السدر. ويضيف رضوان والذي يعمل في مجال تربية النحل وإنتاج العسل اليمني منذ أكثر من 21 عاماً، أن مراعي النحل باتت نادرة خاصة في موسم الشتاء، بالإضافة إلى الآثار التي تلحق بالمراعي أثناء فصل الصيف من أمطار غزيرة وسيول وفيضانات.
ويؤكد أن من المشكلات التي تواجهه في عمله كنحّال، هي قطع أشجار "السمر" و "العَسق" و العلب "السدر" من جذوعها، والتي تنتج مراعيها أجود أنواع العسل اليمني، حيث يسبب الاحتطاب الجائر لتلك الأشجار بتصحر مناطق واسعة، وانعدام أماكن الرعي.
ونتيجة لذلك، لجأ رضوان خلال العامين الأخيرين إلى الذهاب بخلايا نحله المتواجدة في منطقة "شرعب" بريف محافظة تعز اليمنية، إلى محافظتي شبوة، والمهرة جنوباً. وتتواجد في محافظة شبوة شجرة السدر بمناطق واسعة في مديريات المحافظة، والتي ينتج من رحيق زهورها عسل السدر اليمني، والذي ينافس أنواع العسل العالمية.
واستمر النحال اليمني في محافظة شبوة لمدة شهر ونصف، حتى انتهاء موسم العلب، ليتجه بعدها بخلايا نحله إلى محافظة المهرة، وقطع مسافات طويلة، وتحمل تكاليف باهظة للنقل.
وبحسب النحال رضوان، فإن قطع الطرقات من قبل مليشيات الحوثي، شكل أعباء إضافية في عملية تربية النحل ونقلها في المراعي بين المحافظات، بالإضافة إلى تقلبات مناخ اليمن.
ويحل موسم عسل السدر بداية الشتاء حين تزهر أشجار السدر المنتشرة في البلاد، وتشتهر مناطق عديدة بالسدر، ويقصدها النحالة في الموسم وأبرزها دوعن في حضرموت والعصيمات ووصاب في ذمار. وبحسب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، فإنه يوجد في اليمن 1.2 مليون خلية نحل محلية، وتنتج هذه الخلايا سنويًا أكثر من 1,500 طن من العسل.
ويعد إنتاج العسل الطبيعي في اليمن نشاطاً حيوياً لاستعادة التنمية الاقتصادية للبلد الذي أنهكته الحرب الحوثية منذ تسع سنوات، ويعتبر من أفضل أنواع العسل في العالم، كما يؤكد البرنامج الإنمائي. ويعد العسل اليمني هو الأفضل على مستوى العالم والأشهر والأغلى ثمنا، وذلك بسبب تميز سلالة النحل اليمني إحدى سلالات النحل الأفريقي، وتعد من السلالات الأصغر حجماً التابعة لنحل العسل.
وتحتل محافظة حضرموت المرتبة الأولى من حيث كمية إنتاج العسل وفي تربية النحل باعتبارها مهنة الأجداد، تليها شبوة وأبين والحديدة.