الغواصة "تيتان".. مهندس ساهم في بنائها يخشى "السيناريو الأسوأ"
يخشى المهندس الذي ساهم في بناء الغواصة "تيتان" المفقودة "السيناريو الأسوأ" مع بدء العد التنازلي لإنقاذ العالقين.
والغواصة تيتان التي يحبس العالم أنفاسه مع دخول جهود إنقاذها الساعات الأخيرة، كان على متنها 5 أشخاص بينهم الملياردير البريطاني هاميش هاردينغ ، والرئيس التنفيذي لشركة OceanGate ستوكتون راش ، والمستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت، ورجل الأعمال المقيم في المملكة المتحدة شاهزادا داود وابنه سليمان.
وفقدت السفينة الاستكشافية، المعروفة باسم تيتان، الاتصال بالسطح في أثناء نقل الركاب على عمق 3810 أمتار تحت الماء لمشاهدة حطام سفينة تيتانيك، في جولة تبلغ قيمتها 250 ألف دولار للشخص الواحد.
مهندس الغواصات الأسترالي رون ألوم، الذي ساعد في بناء الغواصة نفسها التي تم استخدامها في تصوير حطام فيلم تيتانيك عام 1997، يتحدث عن "أسوأ سيناريو" في حالة فقدان "تيتان".
وقال ألوم، في حديث مع قناة "A Current Affair" الأسترالية، إن درجات الحرارة ستصل إلى درجتين مئويتين داخل الغواصة، وسيكون الأكسجين محدودا، وقد ينهار هيكل السفينة بسبب الضغط الهائل تحت الماء.
مستدركا "لكن دعونا نأمل ألا تكون مشكلة هندسية، لكن إذا انهار الهيكل فإن ذلك سيكون كارثيا".
مضيفا "ستكون هذه أسوأ حالة. إذا كانت السفينة لا تزال في قاع المحيط وانهارت، فلن يعودوا".
ويشرح المهندس ألوم أن هيكل الضغط يشبه شكلا هندسيا، إما أسطوانة وإما كرة، وهي قوية بطبيعتها، ولكن بمجرد خروجها من الدوران فإن الشيء "سوف ينهار مثل علبة الصفيح".
مستطردا: "الأسوأ من ذلك، أنه إذا كان الوضع أكثر خطورة مع وجود الغواصة في قاع المحيط، فإنه لا توجد غواصات إنقاذ قادرة على مساعدة أي شخص في هذا العمق".
أملٌ من قاع المحيط
ورغم ذلك، يأمل ألوم أن يرى نتيجة إيجابية، وأن يكون عطلا كهربائيا وراء فقدان الغواصة للاتصالات "آمل أن يكون الأمر مجرد انقطاع في البطارية أو أن الموصل قد فشل".
ووفق ألوم فإن الغواصة ليست مصنوعة من أجل الراحة وشبهها بحجم ثلاجة صغيرة.
وقال "ستكون باردة مثل الفريزر عند الغوص".
ويقود خفر السواحل الأمريكي عملية البحث عن السفينة التي يبلغ طولها 22 قدما (6.7 متر)، والتي يُعتقد أن لديها أقل من 45 ساعة من الأكسجين المتبقي.
وداخل الغواصة السياحية الصغيرة ، لا توجد مقاعد سوى مرحاض واحد، مع ستارة سوداء وُضعت للخصوصية.
أما الركاب فجميعهم حفاة ويجب أن يجلسوا على الأرض.
وكانت سفينة "تيتانيك" قد اصطدمت بجبل جليدي وغرقت عام 1912 خلال رحلتها الأولى من إنجلترا إلى نيويورك وعلى متنها 2224 شخصاً من ركاب وأفراد الطاقم.
ولقي أكثر من 1500 شخص حتفهم في الحادثة الشهيرة.
وفي عام 1985 تم العثور على حطام السفينة المنقسم إلى شطرين رئيسيين على بعد 650 كيلومتراً عن نيوفاوندلاند في كندا، وعلى عمق 4000 متر تحت سطح البحر.
وما زال الحطام يجذب خبراء الملاحة البحرية والسياح المهتمين بالغوص.