مادة خارقة تقتل البكتيريا المقاومة للمضادات.. السر في الأشجار
اكتشف باحثون مادة طبيعية توجد في لحاء بعض الأشجار تقتل البكتيريا المقاومة للأدوية، مما يجعلها أداة رئيسية محتملة لحل معضلة طبية.
وأظهرت دراسة جديدة أجراها علماء من جامعة بورتسموث في المملكة المتحدة وجامعة "ناريسوان وبيبولسونغ كرام راجابهات" في تايلاند أن الهيدروكينين، الذي يمكن استخدامه بالفعل لعلاج الملاريا لدى البشر، لديه قدرة على قتل الجراثيم، بحسب موقع "يورونيوز" الإخباري.
ووجد الفريق أن الهيدروكينين كان فعالًا ضد مسببات الأمراض المقاومة للأدوية المتعددة والمعروفة بالزائفة الزنجارية من بين كائنات حية دقيقة أخرى. وتؤدي التهابات الدم المرتبطة بالبكتيريا الزائفة الزنجارية إلى معدلات وفيات عالية تتراوح بين 30 و50 بالمائة.
وقال الدكتور روبرت بالدوك من كلية الصيدلة والعلوم الطبية الحيوية بجامعة بورتسموث: "باستخدام تجارب قتل البكتيريا، وجدنا أن الهيدروكينين كان قادرًا على قتل العديد من الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك بكتيريا الزائفة الزنجارية الشائعة المقاومة للأدوية المتعددة".
وأضاف: "بالأخص، اكتشفنا أيضًا أن إحدى الآليات الرئيسية التي تستخدمها هذه البكتيريا للهروب من النشاط القاتل للعقار زادت مع العلاج - مما يشير إلى استجابة قوية من البكتيريا. من خلال دراسة هذه المادة بشكل أكبر، نأمل أنها قد تقدم في المستقبل مسارا علاجيا إضافيا في مكافحة الالتهابات البكتيرية."
وقتلت البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أكثر من 1.27 مليون إنسان خلال عام 2019، كما كانت من بين أسباب وفاة 4.95 مليون آخرين. وتفوق هذا الحصيلة ضحايا فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) أو الملاريا.
وحذر مسؤولو الصحة في العالم مرارا من تزايد البكتيريا والميكروبات الأخرى المقاومة للعقاقير بسبب إساءة استخدام المضادات الحيوية أو الإفراط في تناولها، الأمر الذي يشجع الكائنات الحية الدقيقة على التطور إلى "جراثيم خارقة".
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت العام الماضي من أن 43 مضادا حيويا يجري تطويرها أو تمت الموافقة عليها مؤخرا لا تكفي لمحاربة المقاومة للمضادات الميكروبية.
ومعظم وفيات البكتيريا الخارقة نجمت عن التهابات بسبب مقاومة الأدوية في الجزء السفلي من الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي، تتبعها التهابات في مجرى الدم والتهابات داخل البطن.
وتأثير مقاومة المضادات الميكروبية أشد الآن في أفريقيا جنوب الصحراء وفي جنوب آسيا، في حين يتركز حوالي خُمس الوفيات في الأطفال دون الخامسة من العمر.
وحسب المنظمة الأممية فإن هذا يشير إلى بدء نفاد المضادات الحيوية الفعالة، مضيفة بندرة التجارب السريرية لمضادات جديدة للميكروبات في الحالي.
وقال الدكتور جيراباس جونغجويتيمول من قسم التكنولوجيا الطبية في جامعة ناريسوان: "يهدف بحثنا المستقبلي إلى الكشف عن الهدف الجزيئي للهيدروكينين، سيساعد هذا في فهم كيفية عمل المادة ضد البكتيريا المسببة للأمراض وكيفية استخدامها في بيئة سريرية."