90 يوما من القتال.. السودان يترقب "سحابة أمل" من الشمال
غارات جوية معتادة واجتماع لممثلي دول الجوار.. حدثان يلقيان بظلالهما على بلوغ القتال بين الجيش والدعم السريع في السودان حاجز الـ 90 يوما.
ودخل السودان منذ 15 أبريل/نيسان دوامة من المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، فشلت معها كل محاولات التهدئة، ما فاقم معاناة سكان البلد الذي كان يعد من الأكثر فقرا في العالم حتى قبل القتال.
وتسبب النزاع بنزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة في وقت متأخر الأربعاء، فيما دعا المبعوث الأممي للخرطوم، فولكر بيرتس، إلى "محاسبة" طرفي القتال المتواصل بلا هوادة.
"أمل" من الشمال
وفيما تتفاقم الأوضاع الميدانية، تستضيف القاهرة، اليوم الخميس، مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الأزمة والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
قمة قال عنها محللون سياسيون استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم، إنها قد تمثل انفراجة في عقدة الأزمة السودانية، بعد فشل قمة منظمة التعاون في شرق أفريقيا "الإيغاد"، مشيرين إلى أنها بمثابة فرصة حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار في ثالث أكبر بلد أفريقي من حيث عدد السكان.
إذ اعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الدكتور طارق فهمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، قمة القاهرة فرصة حقيقية لإنجاح وقف إطلاق النار بشكل دائم في السودان، مشيرًا إلى أنها ستعمل على توحيد جهود الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، لحل الأزمة السودانية.
وتوقع فهمي، أن تؤدي قمة القاهرة إلى انفراجة في عقدة الأزمة السودانية، وتحول الدول من العمل الإنساني إلى السياسي، متوقعًا أيضا أن تقود القمة إلى وقف لإطلاق نار بمقاربة شاملة ومتعددة الرؤى والأفكار، لحل الأزمة بعيدا عن الحسم العسكري.
9 ملايين لاجئ ونازح
وبعيدا عن المحاولات السياسية، أفرزت الأزمة وضعا إنسانيا شديد التعقيد، إذ أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من ثلاثة ملايين شخص اضطروا لمغادرة ديارهم، إما للنزوح داخليا أو الفرار إلى الخارج.
وتفصيلا، بلغ عدد الذين غادروا البلاد إلى الخارج ما يقرب من 724 ألفاً، بينما تجاوز عدد النازحين داخل البلاد 2,4 مليون شخص.
وقالت الناطقة باسم المنظمة الدولية للهجرة صفاء مسهلي لوكالة "فرانس برس": "لقد تجاوز العدد 3 ملايين ممن اضطروا إلى مغادرة ديارهم بسبب النزاع في السودان. لكن هذا ليس مجرد رقم.. فهؤلاء أشخاص انتُزعوا من جذورهم وتركوا حياتهم وراءهم".
وإضافة إلى الأعداد المتزايدة من النازحين، تسبب النزاع بسقوط أكثر من 2800 قتيل، رغم أن الكثير من المصادر الإغاثية ترجح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير.
وتتركز المعارك في الخرطوم ومناطق قريبة منها، إضافة إلى إقليم دارفور (غرب) حيث حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية من أن ما يشهده قد يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويتخذ النزاع فيه أبعاداً عرقية أكثر فأكثر.
غارات جوية
وتواصلت أعمال القصف والاشتباكات في العاصمة حيث يعاني ملايين السكان صعوبات في تأمين المواد الغذائية وتوافر الخدمات الأساسية والكهرباء والمياه في ظل طقس شديد الحر.
إذ ذكرت وسائل إعلام أن قصفا جويا استهدف، قبل ساعات قليلة، مواقع قرب تمركز قوات الدعم السريع شرقي الخرطوم قريبا من شارع الستين.
فيما أفاد شهود عيان، مساء الأربعاء، بوقوع "قصف جوي مكثف من قبل الجيش على مواقع الدعم السريع في المدينة الرياضية" بجنوب الخرطوم حيث دارت اشتباكات بين الطرفين في منطقة الكلاكلة.
وفي غرب العاصمة، أفاد سكان في ضاحية أم درمان بـ"تحليق طيران الاستطلاع خلال الساعات الماضية"، و"قصف مدفعي" من قاعدة للجيش في اتجاه مواقع للدعم السريع، خلال يوم الأربعاء، في مناطق أخرى من الخرطوم.
تحذير أممي
والأربعاء، أكد رئيس بعثة المنظمة الدولية في السودان فولكر بيرتيس ضرورة "محاسبة" طرفي القتال، محذرا من أن إطالة أمد النزاع تهدد "بجرّ دول الجوار" إليه.
وقال بيرتيس الذي أعلنته الخرطوم شخصا غير مرغوب به، للصحفيين في بروكسل إن القتال "يهدد بالتحول إلى صراع عرقي وقبلي وأيديولوجي، أي أقرب بكثير إلى حرب أهلية شاملة".
ورأى المبعوث الأممي أن ما ارتكب بالفعل من انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك "القتل والاغتصاب والنهب"، يزيد من رغبة المواطنين السودانيين في ابتعاد القائدين العسكريين.
وسبق لمنظمات حقوقية أن طالبت المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في الانتهاكات خصوصا من قبل قوات الدعم وقبائل حليفة لها في دارفور.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA= جزيرة ام اند امز