حمدوك يتهم جهات لم يسمها باستغلال "ثورة السودان"
اتهم رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الثلاثاء، جهات لم يسمها تحاول استغلال سلمية الثورة و إدخال البلاد في الفوضى وتشويه صورة الثوار.
وأكد حمدوك أن حكومة الثورة لن تتهاون في حسم الأمر بالقانون والسلطة الممنوحة من قبل الوثيقة الدستورية للحكومة.
وأشار حمدوك إلى ما آلت إليه الأمور في الأيام الماضية من أجواء تنذر بالفوضى وإدخال البلاد في حالة من الهشاشة الأمنية، منوها إلى أن البلاد مهددة بالدخول في حالة من التشظي والانقسام بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.
وتابع أن الأمر تحول في بعض الحالات من تحركات للتعبير عن الرأي إلى أحداث سلبٍ ونهبٍ للممتلكات وترويع المواطنين في عددٍ من المناطق، واعتداءات مباشرة، سبقتها حوادث قتلٍ وتعدٍّ على عددٍ من الثوار، بجانب حالات عنف واعتداء على النساء بصورة غير معهودة.
وقال رئيس الوزراء في خطابه مساء اليوم الثلاثاء، إنه “لقد رأينا كيف كان الثوار يقابلون بطش النظام الإخواني وأدواته القمعية بالسلمية التي انتصرت، لكن ما يحدث الآن لا يشبه الثورة ولا الثوار.
وأضاف:" من الجيد أن الثوار الحقيقيين انتبهوا لما يحدث، وقد تصدَّت لجان المقاومة الحقيقية لمحاولات تشويه صورتهم وعملوا على تصحيح الأوضاع والمشاركة في استتباب الأوضاع الأمنية".
وأردف "ندعوهم لمواصلة ذلك المجهود، فنحن مؤمنون أن السند الحقيقي لحكومة الفترة الانتقالية هم هذه الجماهير".
وأضاف في يوم الثالث من يونيو/حزيران الماضي خرجت جماهير الثورة للتعبير عن رأيها بطريقة سلمية ومتحضرة، إلا أن بعض المخربين وأعوان النظام الإرهابي حاولوا استغلال الفرصة لنشر الفوضى.
وأشاد حمدوك بشباب الثورة الذين "حمى المتاريس، وصنع معجزة الاعتصام الرائع بكل ما حمل من قيمٍ كما يُنتظر من هذا الشباب أن يعود ليلعب نفس الدور الذي لعبه خلال أيام الثورة الأولى، فهو حامي الثورة وقوتها الدافعة".
وأوضح حتى تصل الرسالة ويسطرها التاريخ للأجيال المقبلة، فيجب أن يبتعد الشباب عن كل ما يجرهم نحو العنف.
وذكر حمدوك أن التدهور الأمني الآن يعود بالأساس للتشظي الذي حدث بين مكونات الثورة، الذي ترك فراغاً تسلَّل منه أعداؤها وأنصار النظام البائد.
واستدرك "لكن قوى الثورة لا مجال أمامها سوى أن تتوحد وتعيد تماسكها وتُنظِّم صفوفها، فهي بوحدتها فقط قادرة على حماية الثورة وقيمها وأهدافها، فتشتُّت قوى الثورة هو الذي يدفع أعداءها للتحرك والتآمر".
وأضاف "كما إننا ندرك أهمية وجوهرية مهمة إصلاح القطاع الأمني وهي مما نضعه نصب أعيننا ونعمل لأجله ليل نهار، فبدون إجراء هذه الإصلاحات الضرورية ستظل بلادنا نهباً للمخاطر الداخلية والخارجية".
و حذر حمدوك من أن البلاد تواجه ظروفاً قاسيةً تهدِّد تماسكها ووحدتها، وينتشر فيها خطاب الكراهية وروح التفرقة القبلية التي يمكن أن تقود لحالة من الفوضى وسيطرة العصابات والمجموعات الإجرامية، كما تساعد على تفشي النزاعات بين المجموعات السكانية كافة، مما قد يؤدي إلى حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس.
وقال:" هذا الخطر لن يهدد بلادنا فحسب، بل سيجرُّ كل الإقليم إلى حالةٍ من عدم الاستقرار، فأي تهديد للاستقرار في بلد مثل السودان، سيمثل حالة نوعية فريدة لم يسبق لها مثيل على مستوى العالم.”
وأضاف أن الحكومة لن تستسلم أو تركن للمصاعب والتحديات، وستبذل كل ما تملك من قوةٍ وقدرةٍ لمواجهة هذه المخاطر، ولا تزال امامها الفرصة.
aXA6IDE4LjExNy4xODguMTA1IA== جزيرة ام اند امز