انتهاء مهلة واشنطن لـ«هدنة السودان».. «قلق» من سلوك الجيش ومطلب عاجل

شارفت مهلة منحتها واشنطن لطرفي الحرب في السودان من أجل التوصل إلى "هدنة إنسانية"، على الانتهاء.

وبالتزامن مع قرب انتهاء المهلة، بدا أن واشنطن تحمل الجيش السودانية مسؤولية عدم تنفيذ الهدنة، بعدما أعرب مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية عن القلق إزاء سلوك القادة العسكريين.

مهلة روبيو

وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمهل الطرفين حتى نهاية العام لتثبيت هدنة إنسانية.

وحددت الإدارة الأمريكية مواقيت زمنية أمام طرفي النزاع، الجيش وقوات "الدعم السريع" للوصول إلى هدنة، وقال روبيو في 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري إن "هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد". وأكد أن أمريكا تدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة، مشددا على أن "99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن. نعتقد أن العام الجديد والأعياد المقبلة تمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك، ونحن نبذل قصارى جهدنا في هذا الصدد".

قلق أمريكي

وبالتزامن مع انتهاء المهلة قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية تومي بيغوت عبر منصة "إكس" إن "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء التصريحات الصادرة عن قيادة القوات المسلحة السودانية التي تدعو إلى حلول عسكرية للأزمة وتضع شروطًا مسبقة لأي هدنة".

وأضاف: "في الوقت الذي يعاني فيه عشرات الملايين من السودانيين، يتعيّن على القادة العسكريين في السودان السعي إلى مسار يقود إلى السلام، لا إلى استمرار الصراع".

وشدد على أن "تحقيق سلام دائم ومستقر يتطلب ترتيبات تفاوضية تضع حدًا فوريًا لأعمال العنف، وتسهّل وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام، وتمهّد الطريق للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحوار مدني".

تعنت البرهان

وبدا أن المسؤول الأمريكي يشير إلى تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الأخيرة، التي أكد فيها أنه لا وقف للحرب في السودان، إلا مع تسليم "الدعم السريع" أسلحتها، في تأكيد واضح على تبني الجيش الحلول العسكرية لا التفاوض لحسم الصراع.

موقف تأسيس

وفي مقابل موقف البرهان، قال رئيس وزراء حكومة "تحالف تأسيس" السودانية محمد حسن التعايشي "بادرنا من جانبنا بإعلان التزامنا المنفرد بالهدنة انطلاقا من مسؤوليتنا الأخلاقية وحرصا على حماية الأرواح".

وأضاف التعايشي في خطاب ألقاه الأربعاء الماضي "الإخوان يدفعون بلادنا دفعا إلى التشظي والانقسام. نؤكد أن واجب المجتمع الدولي مواجهة معرقلي السلام.

وأعاد رئيس وزراء حكومة "تحالف تأسيس"، التي تتخذ من مدينة نيالا في جنوب دارفور مقرا لها، التأكيد على موافقة حكومته على هدنة إنسانية فورية واستعدادها الكامل للدخول في إجراءات سلام عادلة وشاملة استنادا على مبادرة الرباعية، مشددا على التمسك بـ"وحدة السودان".