السودان ومصر.. الإرادة تهزم فبركات "جزيرة" قطر
عادت العلاقة بين مصر والسودان لطبيعتها، وسط تأكيدات رسمية بعودة وشيكة للسفير السوداني لدى مصر لمباشرة مهامه في القاهرة
لم يخطر ببال قناة الجزيرة القطرية، حينما بدأت فبركاتها لإشعال نار الفنتة بين السودان ومصر، أزلية العلاقات وتجذرها وأواصر الإخاء بين البلدين، لتكون قمة الرئيسين عبدالفتاح السيسي وعمر البشير -التي صححت مسار العلاقة- بمثابة الضربة القاضية لآلية الدوحة التخريبية.
وعادت العلاقة بين مصر والسودان إلى طبيعتها، وسط تأكيدات رسمية بعودة وشيكة للسفير السوداني لدى مصر عبدالمحمود عبدالحليم للقاهرة لمباشرة مهامه، لتنتهي معه تطلعات الدوحة بفتنة في المنطقة تخدم مشروع الإخوان الارهابي الذي ترعاه.
وخلافاً لمزايدات قطر وتنكرها المستمر لزرع الفتن والصراعات بين الدول، يحمل خبراء سياسيون تحدثوا لـ"بوابة العين" الإخبارية، قناة الجزيرة مسؤولية التصعيد الذي حدث بين السودان ومصر وإريتريا نتيجة لبثها أخباراً كاذبة لا علاقة لها بالواقع، وقالوا إنه لولا فطنة الدول الثلاث لاشتعلت الحرب في المنطقة.
وبدأت القناة القطرية منذ حوالي 3 أشهر في "دق إسفين" بين السودان ومصر، بإعدادها فيلماً وثائقياً عن مثلث حلايب المتنازع عليه بين البلدين ضمن برنامجها المسمى بـ"المسافة صفر" والذي حمل كثيرا من الأكاذيب في محاولة لإقحام أطراف أقليمية أخرى بالصراع.
ولم تكف جزيرة الفتنة بإثارة الجانبين الرسمي والشعبي في مصر والسودان، لتعمل على تعميق الخلاف بينهما عندما فبركت خبراً بوجود حشود عسكرية مصرية في معسكر ساوا الإريتري تستهدف السودان وسد النهضة الإثيوبي، ليبلغ معها التصعيد ذروته، لكن فطنة قادة الدول الثلاث حالت دون انزلاق المنطقة لمالآت خطيرة.
وفسر نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية ببرلمان السودان، متوكل محمود التجاني التصعيد الذي حدث بين بلاده ومصر بأنه مجرد "سحابة وانقشعت" لعبت فيها الآلية الإعلامية دوراً محورياً.
ويرى التجاني خلال حديثه لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن السودان ومصر تربطهما علاقات تاريخية وأمن قومي مشترك يستحيل أن تنتهي بخلاف سياسي محدود، لافتاً إلى أن البلدين يمكنهما حل القضايا العالقة بينهما -كمثلث حلايب وغيره- بالوسائل الدبلوماسية المعروفة.
وشدد المسؤول السوداني على ضرورة ضبط الآلية الإعلامية سواء كان في البلدين أو خارجهما لتفادي أي هنات قد تعتري العلاقة نتيجة لها.
ووصف علاقة بلاده في الوقت الحالي بأنها على المسار الصحيح بفضل مقررات قمة الرئيسين البشير والسيسي، لافتاً إلى أن سفير السودان لدى القاهرة يمكن أن يعود لمباشرة مهامه في أي وقت و"لا يوجد ما يستدعي بقاءه بالخرطوم".
بدوره، حمل السياسي السوداني فيصل ياسين، قناة الجزيرة القطرية مسؤولية التصعيد الذي حدث بين مصر والسودان وإثيوبيا وإريتريا، "فالقناة ظلت منذ وقت تستغل قضية سد النهضة الإثيوبي ومثلث حلايب لإثارة الصراع بين دول المنطقة بغرض إضعافها لصالح المشروع الإخواني" -على حد وصفه.
وقال ياسين خلال حديثه لـ"بوابة العين" الإخبارية، "الجزيرة ليست قناة محايدة في نقل الحقيقة بقدر ما هي أداة موجهة لخدمة أجندة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، لذلك دائماً ما تجنح لفبركة الأحداث وتضخيمها لتشكيل رأي عام يخدم خطها الأيدلوجي".
ياسين شدد على أن القناة القطرية حاولت ذرع الفتنة بين بلدان المنطقة وجرها لحرب، و"لكن السودان ومصر وإثيوبيا، تربطهم حضارة وتاريخ مشترك، ويستحيل أن يتقاتلوا لأن ذلك سيكون كارثيا على الشعوب وينسف تطلعات القارة".
aXA6IDE4LjExOC4yMjcuMTk5IA== جزيرة ام اند امز