معارك ضارية على شريان اقتصاد السودان.. هل تحسم «الجيلي» مصير الخرطوم؟
على طريق الحرب الدائرة في السودان منذ قرابة عام ونصف العام، كانت الخرطوم على موعد مع تطورات ميدانية، محورها «مصفاة الجيلي»، التي تعد بمثابة «الحصان الأسود» في الصراع بالبلد الأفريقي.
فالمصفاة التي تعتبر رئة الاقتصاد السوداني والعمود الفقري لصناعة النفط في البلاد، تعد بمثابة ورقة ضغط قوية في أي مفاوضات مستقبلية، كون من يستطيع بسط سيطرته عليها، يمكنه فرض شروطه على الطرف الآخر.
وفي محاولة لـ«تحرير» تلك المصفاة التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، شن الجيش السوداني في ساعة مبكرة من صباح الأحد، هجومًا انطلق من مدينة شندي نحو مصفاة الجيلي.
وبحسب مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية»، فإن «معركة عنيفة اندلعت بين قوت الجيش السوداني والدعم السريع، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة بين طرفي القتال».
الجيش يتقدم
المصادر، قالت إنه «بعد تحرير منطقة حجر العسل وانسحاب قوات الدعم السريع، من المنطقة تقدم الجيش نحو مصفاة الجيلي، لكن في المساحة بين جبل جاري، وجبل البكاش، ظهرت الدفاعات المتقدمة للدعم السريع التي أعاقت عملية التقدم».
ووفق المصادر، فإن «الدفاعات المتقدمة التي جاءت لإسناد الدعم من محاور مختلفة، استطاعت فتح الصندوق القتالي للجيش السوداني الذي وقع تحت وابل من الرصاص والنيران، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى».
وبينما لم يعلق الجيش السوداني على معركة مصفاة الجيلي، ذكرت قوات «الدعم السريع»، في بيان اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، أن «القوات المهاجمة تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد».
وحسب البيان، فإن «عدد القتلى تجاوز 320، إضافة إلى الاستيلاء على 48 مركبة قتالية بكامل عتادها، ومدافع وأسلحة متنوعة وكميات من الذخائر».
وتسيطر قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب على مصفاة الخرطوم للنفط الواقعة بمنطقة الجيلي على بعد حوالي 70 كيلومترا شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، والتي تتعرض للقصف من دون أن يتبنى الجيش السوداني مسؤولية استهداف المنشأة الاستراتيجية.
استعادة النفوذ
ولليوم الرابع على التوالي، تشهد مدن الخرطوم وبحري وأم درمان معارك بمشاركة واسعة للطيران الحربي، والمدفعية والأسلحة الثقيلة والخفيفة، أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، بحسب مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية».
وفيما أشارت المصادر العسكرية، إلى أن «الجيش السوداني، واصل هجومه ضد مواقع قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، في محاولة لاستعادة السيطرة والنفوذ»، أكدت أن «الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، شن غارات استهدفت مواقع تابعة للدعم السريع في المنطقة الصناعية وحي كافوري شرقي الخرطوم بحري والذي يسيطر عليه قيادات نافذة في الدعم منذ بدء الحرب، منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي».
«جنوب الخرطوم حيث توجد مواقع لقوات الدعم السريع لم يكن بعيدًا عن غارات الجيش السوداني، التي طالت المدينة الرياضية والسوق المركزي»، بحسب المصادر العسكرية.
وأكدت المصادر، أن منطقة المقرن وسط الخرطوم ومنطقة سلاح المدرعات جنوب المدينة، شهدت بدورها معارك طاحنة استمرت لساعات طويلة، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع تبادل قصف مدفعي ودوي انفجارات قوية، مشيرة إلى أن «الجيش السوداني، واصل التقدم في منطقة المقرن وسط الخرطوم، وسيطر على مقر شركة زين للاتصالات».
مواقع جديدة
وبحسب المصادر العسكرية، فإن الجيش السوداني، «واصل تقدمه في مواقع جديدة بمدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، وسيطر على جسر الحلفايا الرابط بين مدينة أم درمان وبحري».
المصادر أشارت -كذلك- إلى أن الجيش السوداني حقق تقدما ملحوظا بالوصول إلى أقصى جنوب حي الحلفايا على تخوم حي شمبات في المناطق الواقعة شمالي مدينة الخرطوم بحري.
وحسب المصادر العسكرية، فإن قوات الجيش السوداني بعد التحام قواتها من أم درمان والكدرو عند مدخل جسر الحلفايا، تحاول التوغل جنوبا بغية الالتحام مع قوات «سلاح الإشارة» أقصى جنوب الخرطوم بحري؛ لـ«سد أي ثغرات يمكن أن تتسبب في التفاف قوات الدعم السريع المتمركزة في شرق النيل على قوات الجيش بالخرطوم بحري، ولفك الحصار عن مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم المستمر منذ اندلاع الحرب».
يأتي ذلك، فيما بثت منصات تابعة لقوات الدعم السريع، مقاطع مصورة من شوارع العاصمة الخرطوم والجسور الحيوية، وذكرت أن الأوضاع هادئة وتحت السيطرة.