تحذير سوداني من عودة الإخوان للسلطة.. "حصان طروادة" مطية لـ"الفتنة"
كما خرج من السلطة تحت الضغط الشعبي، قد يعود تنظيم الإخوان إلى حكم السودان، من النافذة، عبر نشر الفتنة داخل القوات المسلحة.
هذا ما حذر منه بقوة، عضو المجلس المركزي لتحالف "الحرية والتغيير" بالسودان، ياسر عرمان، حيث أكد أن هناك مخاطر وشيكة تهدد البلاد، بسبب اقتراب أنصار النظام السابق من الإخوان، لاستعادة السلطة التي فقدوها مع سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
وحذر عرمان في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، من محاولات يبذلها الإخوان لخلق فتنة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، على أمل إضعافهما والتسلل إلى داخلهما للسيطرة على الدولة؛ مشيراً إلى أن حدوث ذلك قد يهدد الأمن الإقليمي.
البحث عن الفردوس المفقود
عرمان الذي شغل منصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، ويترأس حاليا "الحركة الشعبية لتحرير السودان –التيار الثوري الديمقراطي"، قال إن "أنصار البشير يحاولون امتطاء القوات المسلحة كحصان طروادة لاستعادة فردوسهم المفقود".
وأضاف أن "الثورة الشعبية" الأخيرة، حررت القوات المسلحة مثلما حررت المدنيين من قبضة تنظيم "الإخوان المسلمين" ونظام البشير ؛ وأن "السودان الآن أصبح شبه دولة، مؤسساتها منهارة، وتعاني اختلالات اجتماعية وسياسية، وتواجه صراعات عابرة للحدود"، وفق تعبيره.
وأشار السياسي السوداني، إلى أن "النظام البائد يحاول استخدام القوات المسلحة كدرع سياسي واقٍ، والتسلق على ظهرها لاستعادة فردوسه المفقود، وهذه قضية يجب توضيحها؛ لأن الصراع ليس بالشكل الذي يحاول البعض تصويره كصراع بين المدنيين والعسكريين؛ بل هو صراع بين نظام الحركة الإسلامية والشعب السوداني. فالإسلاميون يريدون استخدام القوات المسلحة ضد رغبات الشعب".
رجال البشير في أجهزة الدولة
وكشف أن "هناك أكثر من 35 ألفاً من منسوبي النظام السابق في أعلى سلم الخدمة المدنية وأجهزة الأمن وغيرها، يريدون الاحتفاظ بهذا "التمكين"، وأكثر ما يزعج مضاجعهم إنهاء تمكين هذا العدد الذي سيطروا به على الدولة، واختطفوا به القوات المسلحة، بعد أن حررها الشعب من قبضة قيادات الإسلاميين، مثل نافع وعوض الجاز".
ونوه إلى أن "هذا التشويش الكبير الذي تقوم به فلول نظام البشير، باتهام الآخرين بأنهم يريدون تفكيك القوات المسلحة، القصد منه العودة للحكم والاستيلاء عليه، وهذا هراء وكذب. لا أحد يرغب في تفكيك القوات المسلحة. نظام المؤتمر الوطني (حزب الحركة الإسلامية) المباد، يسعى لخلق فتنة بين الدعم السريع والجيش، ليحقق من طريقها أهدافه".
دعوة لحماية الأمن الإقليمي
ودعا القيادي في المجلس المركزي للحرية والتغيير القوى الإقليمية، إلى أن "تعلم أن إسلاميي حزب المؤتمر الوطني (حزب البشير) أصبحوا الآن في أقرب نقطة من الاستيلاء على السلطة مرة أخرى، ولن تكون عودتهم على حساب الشعب السوداني وحده؛ بل على حساب الإقليم والمجتمع الدولي أيضاً، وتعيد سيرة البشير القديمة. هذه معركة الشعب السوداني؛ لكن لها ذيولاً وتأثيرات إقليمية ودولية، يستغل فيها الإسلاميون صلاتهم الإقليمية والدولية".
وعُرف ياسر عرمان بمعارضته الشرسة للإخوان، وبمواقفه الصلبة تجاههم، وقد قضى حياته متنقلاً في منفاه مناضلاً وعاد للخرطوم عقب توقيع اتفاق نيفاشا بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة الراحل جون قرنق عام 2005 والتي أنهت عقدين من الحرب الأهلية، قبل أن يغادر البلاد 2011 في رحلة كفاح جديدة عاد بها للوطن عقب نجاح الثورة في الإطاحة بالبشير في أبريل/ نيسان 2019.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اعتقلت السلطات ياسر عرمان، ضمن المسؤولين الحكوميين الموالين لرئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، لكنها أفرجت عنه لاحقا.