مناوي يدعو إلى تضامن سوداني لكنس آثار الإخوان
رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي أشاد بالدور الريادي الذي لعبته الإمارات في العملية السلمية ببلاده
دعا رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي إلى ما أسماه بعمل وطني وتضامن شعبي، من أجل كنس الآثار السالبة المتراكمة التي خلفها نظام الإخوان البائد بالبلاد.
وقال مناوي خلال مقابلة مع "العين الإخبارية" إن الأنظمة الشمولية المتعاقبة على حكم البلاد، وبينها نظام الإخوان بقيادة المعزول عمر البشير تركت آثارا سالبة في المجتمع والدولة في النواحي الاقتصادية والسياسية تجلت في أزمات متعددة.
وشدد على أن هذه الآثار في حاجة إلى عمل وطني وتضامن شعبي، لكنسها والتخلص من أزماتها، وقال إن السلام الذي تحقق لن ينهي كل هذه الأزمات لكنه يمهد الأرضية لتجاوز المشكلات التي تواجه السودان.
وأضاف مناوي وهو زعيم لكبرى الفصائل المسلحة التي وقعت اتفاق السلام الأخير في جوبا، أنهم في قوى الكفاح المسلح يريدون بناء أرضية صلبة من أجل حل الأزمات التي تعيشها البلاد، يكون مدخلها مصالحات حقيقية تقود إلى محاكمات على الجرائم التي ارتكبت بحق السودانيين خلال الفترة الماضية، قائلا "نحن قدر التحدي للقيام بهذا العمل".
تحديات السلام
ورأى مناوي أن اتفاق السلام الذي وقعته فصائل الجبهة الثورية مع الحكومة الانتقالية في الخرطوم يواجه تحديات، تتلخص في توفير الدعم المالي اللازم، وقوة الإرادة لطرفي الاتفاقية في المضي قدماً بالعملية السلمية.
وقال "تحقيق هذا الاتفاق يتطلب جهود الضامنين الدوليين الذين وعدوا خلال التوقيع النهائي بتوفير الدعم والمساندة ومراقبة ومتابعة التنفيذ، الأمر الذي جعل حركات الكفاح المسلح تعول كثيرا على وعود تلك الدول".
ورغم ذلك، يتفاءل مناوي بتحقيق السلام في ربوع البلاد، لافتا إلى أن الأصوات التي تعترض على اتفاق جوبا وتقود عمليات تعبئة ضده في دارفور ستؤثر فقط على عضويتها ولا يمكنها استمالة كافة سكان الإقليم، قائلاَ "السلام مشروع سياسي ودستوري ليس مجرد محاولة لإيجاد حقوق البعض، ومن لديه مشروع مختلف هذا خياره".
وتابع: "من بين المعترضين على اتفاق السلام الحزب الشيوعي، وهذا موقف ليس بغريب عليه، فهو يرغب في استمرار الحرب حتى تتوفر له البيئة للانفراد بالعمل السياسي الداخلي، من الممكن أن تنتقد الحرب ولكن لا يعقل الهجوم على السلام".
إشادة بدور الإمارات
وفي هذا السياق، جدد رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي إشادته بالدور الريادي الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة في العملية السلمية ببلاده.
وقال إن "الإمارات تواصل دعم العملية السلمية في بلاده منذ عزل نظام الإخوان، ووقفت وساهمت وشجعت الوساطة الجنوبية والحكومة الانتقالية في السودان بأن يستمروا في المفاوضات، كما استضافت الوفود، حتى تم التوصل لاتفاق سلام تأريخي في العاصمة جوبا بين الأطراف السودانية".
وأضاف "لم تتوقف الإمارات عند هذا الحد، بل امتدت لأبعد من ذلك وشاركت بوفود رفيعة في مراسم توقيع الاتفاق بالأحرف الأولى والنهائي وتعهدت برعاية إنفاذ الاتفاقية في المستقبل".
وتابع "نشكر الإمارات حكومة وشعبا لأنها عملت عملاً جيداً خاصة بعد سقوط النظام البائد".
تشاكس مضر
واعتبر مناوي أن الخلافات "التشاكس" بين المكونات السياسية أضعف الحكومة الانتقالية، وخلق كثيرا من الإخفاقات في الخدمات العامة.
وقال "لا أحمل البرهان وحمدوك مسؤولية ضعف الحكومة لأن ليس لهما مساحة كافية للتحرك، وهم مقيدون بالوثيقة الدستورية التي أساسها الأحزاب المنضوية في تحالف قوى الحرية والتغيير".
وأضاف "الحرية والتغيير عبارة عن أربعة أحزاب استولت على حق السودانيين، لذلك هذا التكتل بحاجة إلى عملية جراحية ومراجعة من أجل تصحيح مساره، فالحاضنة السياسية للحكومة القادمة بعد اتفاق السلام هذا، لن تكون الحرية والتغيير بالشكل الموجود حالياً".
وقعت الحكومة السودانية وتحالف الجبهة الثورية في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الجاري اتفاق سلام نهائي في جوبا، بعد مفاوضات امتدت لما يقارب العام.
وشملت الاتفاقية نحو 8 بروتوكولات متعلقة بإقليم دارفور، وواحد خاص بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان التي تشهد نزاعا مسلحا منذ عام 2011، بجانب بروتوكولات خاصة بشرق ووسط وشمالي السودان.
وأقرت الاتفاقية إشراك أطراف السلام من المعارضة المسلحة في كافة مستويات السلطة الانتقالية، ودمج قوات الحركات في الجيش السوداني، وفق بروتوكول الترتيبات الأمنية، بجانب تعويض ضحايا الحرب وإعادة توطين النازحين واللاجئين.
aXA6IDMuMTIuNzMuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز