سفير السودان بالقاهرة يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن استراتيجية الجيش في الأزمة
مواجهات عسكرية متواصلة، ومحاولات حثيثة من أجل إيقاف الاشتباكات وإعادة الهدوء إلى السودان، بعد أكثر من 24 ساعة دامية.
وفي هذا الإطار، أكد مندوب السودان الدائم بالإنابة في الجامعة العربية، السفير الصادق عمر عبد الله، أن الوقف الفوري لإطلاق النار ودعوة الأطراف للحوار السلمي، وتشكيل لجنة من السفراء العرب لمتابعة الملف، أهم مخرجات اجتماع الجامعة اليوم.
مندوب السودان الدائم بالإنابة، أضاف في حديث لــ"العين الإخبارية"، أن "الأوضاع على الأرض تشهد تعرض القوات المسلحة لهجوم غادر من قوات الدعم السريع، واضطر الجيش للتصدي لذلك".
استراتيجية الجيش
ولفت إلى أن القوات المسلحة مسيطرة على الوضع تماماً وأمنت مقر القيادة العامة والقصر الجمهوري وسط تراجع قوات الدعم السريع، كما طردت عناصر الدعم السريع الذين انتشروا بكثافة في المقار والمؤسسات الحكومة كالإذاعة والتلفزيون والقصر الجمهوري ومطار الخرطوم، بالاعتماد على عنصر المباغتة.
وأشار إلى أن القوات المسلحة السودانية كانت لقوات الدعم السريع بالمرصاد في العديد من الأماكن، لافتا إلى أن قوات الدعم السريع أعدادها كبيرة ومنتشرة.
وأوضح أن "الجيش السوداني يعتمد الآن استراتيجية قتالية مع التمرد، تهدف إلى تقليل الخسائر وسط المدنيين والمرافق الحكومية والممتلكات الخاصة إلى حدها الأدنى"، وأضاف: "لذلك، فإن إنهاء التمرد وطرد قوات الدعم السريع من المواقع التي سيطرت عليها أو تحتمي بها، أخذ وقتا أطول".
وعن طلب دعم خارجي في الأزمة، شدد على رفض بلاده التام للمساعدة أو الدعم من أي دولة في تلك الأزمة، مؤكدا أن القوات المسلحة قادرة على تحقيق الأمن.
ولفت السفير السوداني إلى أنه من الممكن إنهاء جميع الاشتباكات بعودة قوات الدعم السريع لصفوف الجيش السوداني ورجوعها عن التمرد.
الجنود المصريون
وعن الجنود المصريين، أشار إلى أن مصر ناشدت الحكومة السودانية الحفاظ على جميع المصالح الاستثمارية والمواطنين وجميع الممتلكات في السودان، مؤكدا أن الجنود حضروا إلى البلاد للقيام بتدريبات بالاتفاق مع الحكومة والجيش السوداني، وليست لهم علاقة بالأزمة.
وبين أن بلاده تثق بالجامعة العربية وأن الأخيرة "لن تخذل السودان ولم تخذله والاجتماع اليوم خير دليل"، لافتا إلى وجود مساعٍ لحل الأزمة وأن الاتصالات جارية مع جميع الأطراف.
وشدد الصادق عمر عبدالله على أن الخرطوم تدعو إلى عدم التدخل من الدول جميعا، إلا بمساعٍ حميدة لوقف إطلاق النار.
كما أكد أن ما يحدث في السودان شأن داخلي، إلا أنه قال إن جهود الدول العربية الشقيقة مطلوبة للمساعدة في تهدئة الأحوال بالبلاد.
ولليوم الثاني تشهد العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى اشتباكات مسلحة بين قوات من الجيش السوداني و"الدعم السريع"، وسط إعلانات متتالية من الطرفين عن انتصارات ميدانية.
وأثرت خلافات الجيش وقوات الدعم السريع على توقيع الاتفاق النهائي للعملية السياسية في السودان، الذي كان مقررا في 5 أبريل/نيسان الجاري، قبل إرجائه "إلى أجل غير مسمى".
وانطلقت في 8 يناير/كانون الثاني 2023 عملية سياسية بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري" في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، وهم مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي"، بهدف التوصل إلى اتفاق يحل الأزمة السياسية.
aXA6IDMuMTM1LjIwNC40MyA= جزيرة ام اند امز