تعقيدات أزمة السودان.. محللون يرسمون السيناريوهات المحتملة
أكد عدد من المحلليين السودانيين، السبت، خطورة الوضع السياسي في البلاد، الناتج من التوترات بين شركاء الحكم.
وتباينت توقعاتهم بين حدوث تسوية وضغوطات من المجتمع الدولي، واقتناع المكون العسكري وتسليم السلطة للمدنيين وفق الوثيقة الدستورية.
- تحرك أمريكي لاحتواء الأزمة السياسية في السودان
- الشرطة السودانية تحتوي أحداث وكالة الأنباء.. والحرية والتغيير تبدأ مؤتمرها
واعتبر المحلل السياسي السوداني الدكتور عباس التجاني الوضع الحالي "معقد جدا" من كل النواحي.
وقال التجاني، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الفاعلين السياسيين من كل الأطراف متمسكون بمواقفهم، وربما تكون تلك المواقف غير حقيقية أو لها أبعاد تاريخية".
وأوضح أن "الأزمة بين الجبهة الثورية والحرية والتغيير، التي بدأت منذ عام ٢٠١٩ في أول اجتماع في أديس أبابا ثم القاهرة، وصولا إلى مفاوضات اتفاق في جوبا، حتى تشكيل حكومة السلام في أبريل/نيسان تشهد تعقيدات".
وأضاف أن "الصراع بين الطرفين (العسكريين والمدنيين) فيه تعنت ومكاسب، وهو صراع من أجل الاستحواذ على القرار السياسي الاقتصادي في البلاد".
وتوقع المحلل السياسي أن "تحدث تسوية وضغوط يفرضها الواقع والمجتمع الدولي ومكاسب السودان حتى الآن في ترميم العلاقة بينه وبين المجتمع الدولي" .
وأشار إلى أن "التحدي الكبير هو تكوين جيش واحد في ظل تعدد جيوش مرتبطة بحركات الكفاح المسلح، وبعض المؤسسات الأمنية والعسكرية والدعم السريع، بجانب تغيير العقيدة العسكرية للجيش السوداني التي تحتاج إلى وقت أطول لإنهاء ملف الحرب في البلاد".
كما توقع "محافظة الفاعلين الدوليين على التناقض الموجود واللعب عليه لتحقيق مصالحهم والذهاب بالسودان إلى أن يصبح دولة فاشلة".
من جانبه، قال المحلل السياسي السوداني عطاف محمد مختار، إن "الوضع السياسي الآن معقد وشديد السيولة في ظل تصاعد الخلافات السياسية وتوترات بين شركاء الحكم وحالات الاستقطاب الحادة بين المكونين العسكري والمدني، والحاضنة الجديدة".
وأوضح مختار في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "الواقع الذي تشكل بعد ٢١ أكتوبر/تشرين الأول أعاد المشهد لنوع من توازن القوة، كما حدث في ٣٠ يونيو/حزيران عام ٢٠١٩ عقب مجزرة فض الاعتصام".
وأضاف أن "الذي يجري الآن طبيعي نتيجة لثلاثين عاما من عدم وجود حراك سياسي حقيقي".
وتابع: "كون حركات الكفاح المسلح تمارس سياسة خطوة إلى الأمام، بغض النظر عن صحة ما يقومون به الآن من عدمه".
وتوقع مختار "فشل كل المحاولات الانقلابية، وأن يعود الوضع كما كان عليه"، موضحا أن "لا انقلابات ستحدث الآن".
وأردف أن "التغيير الحقيقي في المشهد هو الشباب الذي يحرس ثورته، خاصة أن تعدادهم أكثر من ٦٠% من عدد السكان، وجميعهم يسعون للتحول الديمقراطي".
ولفت إلى أن "هذا التيار لا يمكن صده بأي نوع من السدود أو المتاريس، ولا يستطيع أحد الوقوف أمام هذا المد".
أما المحلل السياسي السوداني عمرو شعبان فيرى أن "هناك سيناريوهين لا ثالث لهما، الأول هو اقتناع المكون العسكري بضرورة ذهابه وتسليم السلطة للمدنيين، بنص الوثيقة الدستورية".
وأضاف عمرو شعبان في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "تنحي العسكريين من السلطة أمر من الواضح صعوبته، لذلك يفتح الباب إلى السيناريو الثاني وهو تمترس المكون العسكري وإصراره على الحاضنة المدنية الديكورية (مجموعة اعتصام القصر)".
وأشار إلى أنه "في حال استمرار هذا الوضع فإن العسكريين يسعون إلى جر البلاد إلى حالة عنف، ومن ثم إعلان حالة الطوارئ واستلام السلطة بمنطق الحفاظ على المنطقة المستقرة".
وأضاف أن هذا يأتي في ظل التحذير الأمريكي الذي تحدث عن انفلات في السودان يقود إلى انفلات المنطقة لن يسمحوا به.
وينادي العسكريون ومؤيدون لهم معتصمون أمام القصر الرئاسي لليوم السابع على التوالي بحل الحكومة الانتقالية وتشكيل أخرى من كفاءات وطنية، وحل لجنة تفكيك الإخوان وتوسيع قاعدة المشاركة في الائتلاف الحاكم.
بينما يرفض تحالف الحرية والتغيير هذه المطالب، ويعتبر الحراك الدائر أمام القصر الرئاسي محاولات للانقضاض على الثورة ومكتسباتها.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA=
جزيرة ام اند امز