39 قتيلا في نيالا بدارفور.. وأصوات الحرب تعلو في خواصر الخرطوم
صباح دموي جديد من يوميات الحرب يستفيق عليه السودانيون، وهذه المرة في نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور غربي السودان.
ففي نيالا، أفاد شهود عيان مراسل "العين الإخبارية"، بمقتل 39 شخصا، إثر الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع.
ووفق شهود العيان، فإنه مع اشتداد المعارك بين الطرفين، هربت مجموعة من المواطنين بينهم نساء وأطفال، من منازلها إلى أحد الكباري للاحتماء من تطاير الشظايا والمتفجرات.
لكن- بحسب المصادر ذاتها- تساقطت القذائف فوق رؤوس المدنيين، ما أدى إلى مقتل 39 شخصا، في حصيلة أولية لم يتسن للعين الإخبارية التأكد من صحتها من الجهات الرسمية.
وتشهد مدينة نيالا منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع" في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات مستمرة، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات من المواطنين، ولجوء ونزوح الآلاف بالداخل والخارج.
معارك تتمدد
في هذه الأثناء، تحدث شهود عيان، عن أن منطقة جنوب العاصمة الخرطوم، شهدت اليوم الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين الجيش و"الدعم السريع"، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وطالت الاشتباكات أحياء "جبرة"، و"العشرة"، و"الرميلة"، "والسلمة" و"سوبا"، ما أدى إلى تدمير منازل، وفرار مواطنين، مع انقطاع خدمات الكهرباء والمياه.
كما تعاني منطقة "بري" شرقي الخرطوم، من انقطاع المياه لمدة 3 أيام، ما أدى إلى تفاقم الأزمة في المنطقة.
مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، هي الأخرى، عاشت جولة جديدة من الاشتباكات، لاسيما في أحياء "الكدرو" و"الحلفايا" و"شمبات".
وظلت مدينة أم درمان غربي الخرطوم، وفقا للشهود، تعاني الاشتباكات المستمرة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المكان.
البرهان إلى مصر
على صعيد آخر من المشهد، غادر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، مدينة بورتسودان، متوجها إلى مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتعتبر هذه أول زيارة خارجية للبرهان منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع" .
وقال بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة، إن البرهان "توجه صباح اليوم إلى جمهورية مصر العربية، وأنه سيجري مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتناول تطورات الأوضاع في السودان".
كما سيبحث البرهان مع السيسي، وفق البيان، "العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز دعمها وتطويرها بما يخدم شعبي البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
والخميس الماضي، ظهر البرهان بمدينة "أم درمان" غرب العاصمة، وتفقد عددا من المنشآت العسكرية بعدما ظل متمركزا في مقر القيادة العامة بالخرطوم، منذ أبريل/نيسان.
وقبلها كان آخر ظهور للبرهان في 18 يوليو/تموز، عندما ظهر حاملا سلاحا رشاشا ومسدسا وقنبلة يدوية وهو يترأس اجتماعا عسكريا بمركز القيادة والسيطرة للجيش وسط العاصمة.
والإثنين، اعتبر البرهان الحديث عن خروجه من العاصمة الخرطوم باتفاق سياسي أو صفقة أو بمساعدة جهة خارجية "مجرد وهم".
ومنذ منتصف أبريل يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما أسفر عن مقتل أكثر من 3 آلاف أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.