خبراء لـ"العين الإخبارية": العلاقة بين مصر والسودان تجاوزت الفتن
الخرطوم والقاهرة تمكنتا بموجب قوة الإرادة ووعي القيادة بحجم التآمر، من تجاوز "المطبات" و"المتاريس" التي وضعتها جهات معادية.
تشهد العلاقات بين الجارتين مصر والسودان تقدماً ملحوظاً، وقد تجلى ذلك في التواصل المستمر من خلال زيارات متبادلة نفذها كبار المسؤولين، في تحولات إيجابية قطعت الطريق أمام أطراف إقليمية سعت جاهدة طوال أشهر مضت للنيل من تقارب البلدين.
وتمكنت الخرطوم والقاهرة بموجب قوة الإرادة ووعي القيادة بحجم التآمر، من تجاوز "المطبات" و"المتاريس" التي وضعتها جهات معادية، ومضت العلاقات إلى رحاب أوسع ومستوى رفيع من التعزيز، من خلال التواصل المستمر بين القوى الفاعلة بالبلدين.
وبالأمس اختتم مدير الأمن والمخابرات السوداني صلاح عبدالله "قوش" زيارة رسمية إلى القاهرة سلم خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسالة من نظيره السوداني عمر البشير بشأن علاقة البلدين، كما أجرى "قوش" مباحثات مع مدير المخابرات المصري اللواء عباس كامل.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية سودانية، تحدثت لـ"العين الإخبارية" إن مدير المخابرات السوداني شرح للقيادة المصرية موقف بلده إزاء تطورات ملف "سد النهضة" الإثيوبي وسعيه لإيجاد مخرج مرضٍ للأطراف، وأهمية أن تبقى علاقات السودان ومصر طيبة وإبعادها عن كل ما يعكر صفوها، وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
وسبق ذلك، زيارة وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد إلى مصر ضمن جولة له شملت المملكة العربية السعودية، حيث بحث خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية مع القاهرة.
وينتظر عقد قمة بين الرئيسين عمر البشير وعبدالفتاح السيسي بالخرطوم، أكتوبر/ تشرين المقبل المقبل، إنفاذاً لمقررات القمة التي جرت بينهما في القاهرة مؤخراً، في خطوة تعكس مدى الانفتاح الكبير بين البلدين.
ولم يقتصر التواصل على الجانب السوداني فحسب، وإنما نفذ مسؤولون مصريون زيارات مماثلة للخرطوم لعل آخرها زيارة مدير المخابرات المصري عباس كامل للسودان، والتي اخترقت مجمل القضايا العالقة، الأمر الذي أسهم في استعادة توازن علاقة البلدين.
ووصف سفير السودان لدى مصر عبدالمحمود عبدالحليم، زيارة وزير الخارجية ومدير المخابرات السودانيين إلى القاهرة بـ"المهمتين توقيتاً ومضموناً".
وقال عبدالحليم لـ"العين الإخبارية" "الزيارتان شكلتا تعزيزاً للتواصل بين قيادتي ومسؤولي البلدين على طريق ترقية العلاقات وحل القضايا العالقة على النحو الذي أرسته القمة السودانية المصرية مؤخراً بأديس أبابا وزيارة الرئيس عمر البشير إلى القاهرة".
من جانبه، أكد نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في برلمان السودان متوكل محمود أن ما يميز العلاقات السودانية المصرية أنها متجذرة وضاربة في القدم وعصية الانهيار لمجرد خلاف.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن زيارة وزير الخارجية ومدير الأمن لمصر تأتي في إطار التواصل بين البلدين بغرض تعزيز جميع أشكال التعاون وتفعيل الاتفاقات لتحقيق مصالح الشعبين.
وتوقع محمود أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من الانفتاح في العلاقات السودانية المصرية، لافتاً إلى أن قمة الرئيسين عمر البشير وعبدالفتاح السيسي المقرر عقدها بالخرطوم أكتوبر المقبل، ستدعم وتعزز هذا التقدم في العلاقات.
بدوره، أكد السفير علي يوسف، أن الزيارات التي أجراها مسؤولون سودانيون إلى مصر تمثل تطوراً إيجابياً في مسار العلاقات الثنائية.
وقال يوسف لـ"العين الإخبارية" إن زيارتي وزير الخارجية ومدير المخابرات السودانيين ناقشت قضايا مهمة بين البلدين، وستسهم كثيراً في تجاوز العقبات التي تعترض طريق تعزيز التعاون والانطلاق في المجالات كافة.
وشدد على أن التطورات الإيجابية التي حدثت في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي من شأنها دفع علاقات مصر والسودان وإثيوبيا إلى رحاب أوسع.