السودان يواجه أزمتي "وقود وسيولة" قبل شهر رمضان

حجم دين السودان الخارجي بلغ نحو 58 مليار دولار وفق آخر إحصاء رسمي، بينما يتراوح أصل الدين من 17 إلى 18 مليار دولار فقط والمتبقي فوائد.

يواجه السودان أزمة وقود قبل شهر رمضان وأزمة سيولة متفاقمة بعد أقل من شهر من عزل الرئيس السوداني السابق عمر البشير، عقب احتجاجات أثارها رفع أسعار الخبز والوقود. 

• 58 مليار دولار ديون السودان الخارجية.. و"هيبك" بداية حل الأزمة
• المركزي السوداني: الوديعة الإماراتية تسهم في تخفيض سعر الصرف

واصطفت السيارات في كل محطات البنزين تقريباً في الخرطوم، السبت، بينما كان سائقو السيارات ينتظرون للتزود بالوقود لعدة ساعات، وأشرف جنود على المحطات لضمان حفظ النظام.

وتفرض الأزمة، فضلاً عن أزمة نقص السيولة وانقطاع الكهرباء، تحديات على المجلس العسكري الانتقالي الحاكم، الذي تشكل بعد عزل البشير في 11 أبريل/نيسان.

وكان نحو 12 من ماكينات الصراف الآلي في منطقة تجارية بوسط الخرطوم بلا نقود، واصطف عشرات الأشخاص على الماكينات التي كانت لا تزال تحوي نقوداً، وأحصى شاهد من رويترز 88 شخصاً في طابور واحد على طريق رئيسي بوسط الخرطوم.

ويتقاضى معظم الموظفين السودانيين رواتبهم قرب بداية الشهر، وعادة ما يزداد الإنفاق الاستهلاكي خلال شهر رمضان الذي ربما يبدأ في 6 مايو/أيار، مما يسهم في أزمة السيولة.

ومنذ فترة طويلة تحدد حد السحب اليومي عند 2000 جنيه سوداني (45 دولاراً). ويفتح البعض أكثر من حساب بنكي للتحايل على حد السحب.

وتعاني معظم المناطق السكنية في العاصمة من انقطاع الكهرباء بصفة شبه يومية لساعات. ويحدث انقطاع التيار المتزايد في ظل ارتفاع درجات الحرارة في الخرطوم إلى نحو 45 درجة مئوية.

وكانت حكومة البشير تعاني عجزاً هائلاً في الميزانية، بسبب دعم الوقود والخبز وغيرهما من المنتجات. ومن أجل تغطية العجز، وسعت المعروض النقدي.

لكن ذلك أدى إلى تراجع قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأخرى، وصعود التضخم ورفع تكلفة الدعم وزيادة عجز الموازنة أكثر.

وكانت محاولات رفع أسعار الخبز والوقود لخفض تكلفة الدعم، قد أثارت الاحتجاجات التي أدت إلى عزل البشير، الشهر الماضي.

وبلغ حجم دين السودان الخارجي نحو 58 مليار دولار، وفق آخر إحصاء رسمي، بينما يتراوح أصل الدين من 17 إلى 18 مليار دولار فقط والمتبقي فوائد وجزاءات أصبحت تساوي أكثر من ضعف المبلغ الأصلي نفسه؛ حيث قد بدأ تراكم ديون السودان الخارجية منذ عام 1958.