حمدوك يحذر من «أمراء الحرب».. السودان مُهدد بالأسوأ من «إبادة رواندا»
في وقت اشتدت حدة المواجهات بين الجيش والدعم السريع في السودان، رسم رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك صورة قاتمة لمستقبل بلاده.
واندلعت أمس مواجهات عنيفة في مدينة بحري في شمال العاصمة الخرطوم، بين قوات الجيش والدعم السريع، استخدمت فيها الطائرات المسيرة والمدفعية الثقيلة.
وشنت قوات الدعم السريع هجوما كاسحا على الدفاعات المتقدمة للجيش السوداني، بالطائرات المسيرة والصواريخ والمدفعية الثقيلة، فيما تعامل الجيش مع الهجوم المباغت بالمدفعية الثقيلة، وفق مصادر عسكرية تحدثت إلى "العين الإخبارية".
كما تشهد مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، في غرب السودان، مواجهات دامية بين الطرفين، خصوصا في الأحياء الشمالية والجنوبية الشرقية من المدنية.
ووسط هذا التصعيد الميداني، أطلق رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك، ورئيس الهيئة القيادية لتنسيقية "تقدم"، تحذيرا شديد اللهجة من العاصمة البلجيكية بروكسل.
والتقى حمدوك، الذي شكل تنسيقية "تقدم" من قوى مدنية وليبرالية سودانية، في محاولة لوقف الحرب في بلاده، عددا من المسؤولين الأوروبيين في بروكسل.
وتولى حمدوك رئاسة أول حكومة مدنية في أغسطس/آب 2019، بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، لكنُه أطيح من منصبه في أكتوبر/تشرين الأول 2021 بقرار من الجيش، قبل أن يعود بعدها بشهر مجددا إلى رئاسة الحكومة، لكنه استقال في يناير/كانون الأول 2022.
وذكرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، في بيان، إلى أن حمدوك شارك في مؤتمرين في الاجتماع السنوي لمجلس "مؤسسة مو إبراهيم" واجتماع "مجلس مؤسسة أفريقيا وأوروبا" في بروكسل بحضور عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب قيادة الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.
وقدم حمدوك شرحا عن الأوضاع في بلاده، مستعرضا الآثار التي سببتها وما زالت تُسببها الحرب من مقتل أكثر من مائة وخمسين ألف سوداني وتشريد أكثر من 12 مليونا نزوحا ولجوءا، وتدمير قطاعي الصحة والتعليم والبنى التحتية والقطاعات الإنتاجية.
وقال حمدوك "الكارثة الإنسانية الأكبر في العالم اليوم ما يتعرض له المدنيون في السودان من أهوال ومخاطر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وكل ذلك مقابل القصور البين من المجتمع الدولي والأمم المتحدة"، محذرا من أنه إذا استمرت الأوضاع كما هي عليه الآن فسيفاجأ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، مضيفا "على أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط".
وحذر حمدوك من أن "انهيار الدولة وظواهر تعدد الجيوش وأمراء الحروب وتحشيد وتجنيد المدنيين وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي تهدد بانزلاق السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام ١٩٩٤"، في إشارة إلى مقتل ما يقرب من 800 ألف شخص في مواجهات عرقية في رواندا، معربا عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات عديدة تصبح بؤرة جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.
وطالب المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين في السودان عبر تفعيل قرار الجمعية العامة المعني بمبدأ مسؤولية الحماية، وإنشاء مناطق آمنة، وتفويض ونشر قوات حماية، والقيام بعملية إنسانية موسعة عبر كافة دول الجوار وعبر خطوط المواجهة دون أي عوائق وذرائع ومحاسبة من يعوقون العون الإنساني المنقذ للحياة.
كما أكد حمدوك ضرورة فرض حظر طيران على كل السودان من أجل حماية المدنيين العزل من القصف الجوي، بما في ذلك قصف المسيرات.
والتقى حمدوك، في بروكسل، عددا من المسؤولين الأوروبيين من بينهم جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية.
aXA6IDE4LjIyNy4xOTAuMjMxIA== جزيرة ام اند امز