"رهائن" نزاع السودان.. الجوع واليأس يمزقان "عمال اليومية"
نزاع تقطعه آمال متجددة في الهدنة، يحرك أوضاعا إنسانية صعبة يتضرر منها السودانيون، لكن حالات بعينها تعاني أكثر من غيرها إنسانيا وماديا.
وبسبب النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، يعاني "عمال اليومية" الذين يضطرون للخروج إلى سوق العمل يوميا من أجل كسب لقمة العيش.
- مشهد رأسي لـ"أزمة السودان".. صراع صلاحيات و"ظل البشير"
- إجلاء تحت القصف.. نيران السودان تجهض الهدنة الخامسة
و"عمال اليومية" تعبير شعبي عن العاملين في مهن هامشية غير نظامية، مثل سائقي وسائل النقل الخاصة، وباعة الخضراوات والفواكه، وعمال البناء والسباكة وورش الصيانة، وغيرهم.
ورغم أن عدد هؤلاء العمال في عموم البلاد غير معروف، لكن مختصين يعتبرونهم الكتلة الأكبر في سوق العمل السوداني.
رهائن في المنازل
الأغلبية من سكان العاصمة الخرطوم، ويقدر تعدادهم بحوالي 10-12 مليون نسمة، فقراء ويكسبون عيشهم على أساس يومي.
وفي الوقت الحالي، يعد هؤلاء محتجزين كرهائن في منازلهم المحاطة بالاشتباكات وغارات المقاتلات.
ويقول المواطن، عبدالغني إسماعيل لـ"العين الإخبارية": "أنا عامل يومية، والعمل متوقف منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني قوات الدعم السريع".
وتابع: "المواصلات ليست متوفرة، لذلك العمل توقف، والمسألة أصبحت معقدة للغاية."
وأوضح إسماعيل الذي يبيع الأدوات المكتبية في أحد الأسواق، أن "النزاع دمار، والرجال والنساء والأطفال جياع.. والحل إيقاف النزاع في أقرب وقت".
وأضاف، "أناشد الجيش والدعم السريع، إيقاف هذه المعارك فورا".
إيقاف الحرب أولوية
من جهتها، تقول المواطنة، فاطمة يوسف، والتي تعمل في بيع التوابل: "إيقاف المعارك أولوية من أجل الأطفال الصغار الذين يعانون الجوع بسبب انقطاع الكهرباء والمياه وتوقف إمداد الدقيق وتوقف المخابز".
وأشارت فاطمة لـ"العين الإخبارية": "لا نستطيع العيش في ظل هذا النزاع، وسنموت من الجوع في ظل استمراره".
بدورها، تقول المواطنة، إقبال عبدالله، التي تبيع المصنوعات اليدوية: "نعيش في حالة تشبه الحرب، والأسر تشردت بسبب العنف في الشوارع".
وأوضحت إقبال لـ"العين الإخبارية": "نعيش معاناة كبيرة وينبغي إيقاف القتال فورا"، مضيفة: "الرجال والشباب نائمون في المنازل بسبب توقف العمل وإغلاق الشوارع".
وتتجلى حساسية المسألة عند بائع الخضراوات، عمر بشير، بقوله: "إذا لم أخرج إلى السوق في الساعات الأولى من الصباح، وجلب متطلبات الزبائن، فلن أجد مالا للإنفاق على أسرتي".
ويقول بشير، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "القتال اللعين عطل الحياة اليومية، والأطفال لا يستطيعون تحمل الجوع".
كارثة إنسانية
وبالنسبة إلى سائق التاكسي، عبدالله عمر، فإن النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عطل الحياة اليومية ما يؤدي إلى كارثة إنسانية.
وقال عمر لـ"العين الإخبارية": "أناشد الجيش والدعم السريع وقف الحرب والنظر بعين الاعتبار إلى الشرائح الضعيفة التي تعاني من الفقر والجوع".
ومع استمرار النزاع في البلاد، ظهرت على السطح مبادرات اجتماعية لجمع التبرعات المادية والعينية، لدعم الأسر الفقيرة والضعيفة.
وتقول عضوة إحدى المبادرات الاجتماعية، آمال عبداللطيف، إن "المبادرة تهدف لشراء المواد الغذائية، كالدقيق والسكر والزيت والخضراوات، وتوزيعها على الفقراء والمحرومين".
وذكرت عبداللطيف لـ"العين الإخبارية"، أن "المبادرة هدفها التكاتف والتعاضد الإنساني، وتقديم الاحتياجات الغذائية، للأسر الفقيرة، وأصحاب الدخل المحدود".
اشتباكات رغم الهدنة
ورغم توافق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ليلة 27 أبريل/نيسان الجاري على تجديد هدنة إنسانية بوساطة أمريكية، فإن الاشتباكات بين الطرفين اندلعت مجددا، صباح الجمعة.
وأعلنت "نقابة أطباء السودان" ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 387 شخصا منذ بدء الاشتباكات في البلاد بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منتصف الشهر.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، يشهد السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها مئات الأشخاص بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
aXA6IDMuMTQ0LjI1LjI0OCA= جزيرة ام اند امز