إجلاء تحت القصف.. نيران السودان تجهض الهدنة الخامسة
هدنة خامسة في السودان لم تصمد كسابقاتها في ظل صراع مستعر حوّل سماء البلد المضطرب لرقعة مشتعلة تغيب فيها المسارات الآمنة وتسقط الضمانات.
وكان الجيش السوداني وافق على تمديد الهدنة لمدة 3 أيام إضافية، فيما أعلنت قيادة قوات "الدعم السريع"، بدورها، موافقتها على مقترح الآلية الثلاثية واللجنة الرباعية بتمديد الهدنة الإنسانية.
لكن، وكسابقاتها، لم تصمد الهدنة كثيرا، حيث سجلت اشتباكات متقطعة وتحليق للطيران في مناطق بالخرطوم بحري، قبل أن تستعر حرب البيانات مجددا بين الطرفين المتصارعين.
طائرة إجلاء
في بيان صدر الجمعة، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع باستهداف طائرة إجلاء تركية، مما تتسبب في أضرار مادية وإصابة أحد أفراد طاقمها.
وقال البيان: "تعرضت طائرة إجلاء تركية طراز C130 صباح اليوم إلى إطلاق نار من قبل المتمردين أثناء تقربها للهبوط بمطار وادي سيدنا".
وأضاف أن الحادث "أدى إلى تضرر خزانات الوقود بالطائرة وإصابة أحد أفراد طاقمها، هبطت الطائرة بسلام في تمام الساعة 7.25 بمطار وادي سيدنا بسلام وجار إصلاح الطائرة".
وأكدت وزارة الدفاع التركية تعرض طائرة إجلاء تركية لإطلاق نار في مطار وادي سيدنا بالسودان، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات.
خرق الهدنة
لم يصدر أي تعقيب فوري من قوات الدعم السريع على اتهامات الجيش بشأن استهداف طائرة الإجلاء، لكنها وجهت بدورها اتهامات للقوات المسلحة.
وقالت القوات في بيان صدر اليوم، إن "القيادات الانقلابية بالقوات المسلحة المسنودة من فلول النظام البائد المتطرفين، درجت على نقض العهود والمواثيق وهو نهج عرفوا به طيلة تاريخهم المليء بالمخازي والخيبات".
دول العالم في سباق مع الهدنة لإجلاء رعاياها من السودان
وأضاف البيان أن "خيانتهم للعهود تجلت خلال فترات الهدنة الإنسانية منذ بدء الحرب حتى اليوم".
وتابع: "بناءً على ما تقدم والتزامًا بمبادرة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ودعم الآلية الثلاثية واللجنة الرباعية، وافقنا أمس الخميس على هدنة بدأت منتصف الليل".
ومستدركا: "إلا أن القيادات الانقلابية بالقوات المسلحة وفلول النظام البائد خرقوا الهدنة منذ الصباح الباكر بالهجوم على مواقع تمركز قواتنا بالطائرات والمدافع في كل من قاعدة جبل أولياء وأم درمان".
ووفق البيان نفسه، "لا تزال الطائرات تحلق في مدن العاصمة الثلاثة، مما يتسبب في إعاقة تحرك البعثات الدبلوماسية التي تعمل على إجلاء رعاياها".
وحذر من أن "الخروقات المستمرة للهدنة من الانقلابيين تسببت في ربكة لدى المواطنيين الذين كانوا يعتمدون كثيرا على سريان الهدنة الإنسانية للتحرك إلى أماكن آمنه وقضاء احتياجاتهم الأساسية".
ومنذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان الجاري، جرى التوصل إلى هدن عديدة لكن جميعها فشلت في الثبات.
ومنذ منتصف أبريل/الجاري تتواصل الاشتباكات بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو.
وخلال الأسبوع الماضي تسارعت جهود إجلاء الرعايا الأجانب، ما ينذر بأن الأزمة تواصل التدحرج نحو مواجهات أكثر شراسة في ظل تحذيرات من كارثة إنسانية في البلد الأفريقي الذي يعاني من أزمة اقتصادية عميقة.
ولا تزال المعارك منذ اندلاعها تتواصل حول المواقع ذاتها، ما يشير إلى أن الطرفين غير قادرين على حسم المعارك وسط توقعات باستمرار الصراع.
aXA6IDMuMTQ0LjE3LjE4MSA= جزيرة ام اند امز