فرار قيادات البشير.. نار الفتنة على أسوار السودان والجوار
زيت الفتنة قد يؤجج نار السودان بفرار قيادات نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، في ارتدادات قد تعبر الأسوار لدول الجوار.
وفي خطوة متوقعة، فر قادة نظام البشير من سجن "كوبر" المركزي بالعاصمة الخرطوم، ما يفاقم مخاوف الشارع بعودتهم مرة أخرى لتصدر المشهد واستلام زمام السلطة وتأجيج نار الحرب.
- "ثعلب البشير" ينفخ في نار الفوضى بالسودان.. من هو أحمد هارون؟
- كيف ومتى فر سجناء كوبر؟ تفاصيل مثيرة حول قيادات البشير
وفي تسجيل صوتي، قال أحمد هارون، وهو آخر رئيس مكلف لحزب البشير (المؤتمر الوطني) إنه "يتحدث نيابة عن قادة الحزب المعتقلين"، دون ذكر أسمائهم.
وزعم هارون أن "قادة المؤتمر الوطني المسجونين خرجوا بعد تدهور حالة سجن كوبر من انعدام الماء والخبز وانقطاع الكهرباء".
ولفت إلى أنه "بسبب انشغال الدولة وأجهزتها وخلو السجن من السجناء انتقلنا نحن ومعنا قوة بسيطة من حرس السجن إلى مكان آخر".
وتابع: "بناء على الظرف الحالي قررنا حماية أنفسنا بأنفسنا وجاهزون للمثول أمام السلطة القضائية متى تمكنت من ممارسة سلطاتها إيمانا منا بسلامة موقفنا"، بحسب زعمه.
ودعا هارون الشعب وأعضاء حزبه المنحل، إلى "المشاركة في دعم الجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع".
نار الفتنة
ويرى الكاتب والمحلل السياسي السوداني أمير بابكر، أن "خروج قيادات النظام المخلوع من السجون أمر مخطط ومدبر لعودتهم إلى المشهد السياسي وتأجيج نار الحرب".
وقال بابكر، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "نظام البشير إرهابي ودموي، وإطلاق سراح قياداته يعني عودة العنف والتصفيات الجسدية وخوض حرب ضد الجميع".
من جهته، يقول الخبير الاستراتيجي، عبد اللطيف عبد الله، إن هروب قيادات نظام البشير عملية خطيرة للغاية.
وأوضح عبد الله، لـ"العين الإخبارية"، أن "القيادات الهاربة معروفة بالوحشية والدموية خاصة أحمد هارون، الذي قاد حرب الإبادة الجماعية في دارفور وجنوب كردفان".
وأضاف أن قيادات نظام البشير يمكن أن تنفذ اغتيالات في صفوف البعثة الأممية بقيادة فولكر بيرتس، وقوى "الحرية والتغيير"، لإرباك المشهد السياسي وتعميم حالة الفوضى ليتسنى لهم العودة إلى الحكم مرة أخرى.
وحذر من أن "هؤلاء لا يخشون الفتنة وإراقة الدماء، وهدفهم الأساسي إزالة قوات الدعم السريع من الساحة بأي ثمن".
بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي حاتم إلياس: "أصلا لم أهتم بخروج قادة الإنقاذ من السجن ولا ببيان أحمد هارون الذي يشكل حافزا نفسيا ما للجماعة ومن شايعهم، لكن لن يخدم أي نتيجة سياسية ولو محدودة على الأرض".
وتابع الخبير: "هو في الغالب محض فيض حنين وذكريات تحاول أن تقفز فوق منطق التاريخ والأحداث، والتي شكلت لحظتها السياسية الراهنة وعيا مختلفا تماماً".
الجيش "يتنصل"
في بيان، قال الجيش السوداني: "شهدت بعض السجون اضطرابات خلال الأيام السابقة، بدأت باقتحام مليشيات لسجون الهدى وسوبا والنساء بأم درمان، وإجبار شرطة السجون على إطلاق سراح النزلاء بعد قتل وجرح بعض منسوبي الشرطة".
وأضاف: "إلى جانب تصرف إدارة سجن كوبر بإطلاق سراح نزلائه بسبب انقطاع خدمات المياه والكهرباء والإعاشة مما خلق تهديدا إضافيا على الأمن والطمأنينة العامة بمدينة الخرطوم".
وحذر من أنه "يخشى من تمددها إلى ولايات أخرى بدأ نزلاء سجونها المطالبة بإطلاق سراحهم أسوة بما جرى ببعض سجون ولاية الخرطوم، وما قد يترتب على ذلك من فوضى وانتشار للجرائم خاصة وأن بعض هؤلاء النزلاء محكومون أو منتظرون بموجب جرائم جنائية خطيرة."
ووفق البيان، أوضح الجيش أن "سلطة إدارة والإشراف على سجون البلاد هي خارج نطاق اختصاصها وتقع تحت مسؤولية وزارة الداخلية - إدارة شرطة السجون".
"الدعم السريع" يتهم الجيش
من جهتها، قالت قوات الدعم السريع في بيان إنها "اختارت الوقوف إلى جانب جماهير الشعب ضد قوى الردة المتمثلة بالقيادات التي وضعت الخطط ورسمت السيناريوهات لإشعال الحرب كغطاء لخلق مبررات أمنية لإخراج قيادات النظام البائد من السجن لاستكمال مشروعهم الإرهابي المتطرف من خلال العودة مجددًا للسلطة".
وأضاف: "لقد حذرنا منذ اليوم الأول من اندلاع الحرب وأكدنا بالدليل القاطع أن تلك القيادة عادت إلى أحضان تنظيمها المتطرف، واختطفت قرار القوات المسلحة وجيرته لخدمة أجندتها الظلامية".
وتابع: "واليوم تكشفت الحقائق بشكل مفضوح بعد البيان الذي أصدره المطلوب للمحكمة الجنائية أحمد هارون نيابة عن قيادة النظام البائد الذين غادروا سجن كوبر على أيدي تلك القوات وكتائب المجاهدين".
ولفت إلى أن "هذا المخطط المكشوف بين قيادات القوات المسلحة وشركائهم من النظام البائد يستهدف تقويض ثورة الشعب لن يكتب له العيش في هذه الأرض الطيبة لأننا نتصدى له اليوم بكل بسالة نقدم الشهيد تلو الشهيد".
وتابع: "نحن مدركون أن قيادات القوات المسلحة ومن خلفهم فلول وقيادات النظام البائد يعدون العدة الآن لاتخاذ الخطوة المقبلة لكننا لهم بالمرصاد، كما أن شعبنا أذكى من أن تمر عليه مثل هذه الممارسات التضليلية المكشوفة التي تهدف إلى استعادة نظامهم المخلوع".
"الحرية والتغيير"
من جانبها، قالت قوى "الحرية والتغيير" في بيان: "أطل على الشعب السوداني مساء أمس القيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية أحمد هارون ببيان صوتي مسجل إنابة عن مجرمي نظام الإنقاذ الموقوفين بسجن كوبر بعد إخراجهم من السجن".
واعتبرت أن "البيان أكد الحقائق التي ظللنا نرددها في قوى الحرية والتغيير الآونة الأخيرة وهي أن النظام البائد وحزبه المحلول ومن خلال عناصرهم الموجودة داخل القوات المسلحة والقوات النظامية هم من يقفون خلف النزاع الدائر الآن منذ صباح السبت 15 أبريل/نيسان الجاري بهدف عودة الطغمة الفاسدة المستبدة للحكم مجدداً بأي شكل من الأشكال."
وحذرت من أن "هذا النزاع الذي أشعله ويتكسب منه النظام البائد، سيقود البلاد إلى الانهيار ولن يحقق أيا من القضايا الرئيسية التي سعت الأطراف المدنية والعسكرية لحلها عن طريق العملية السياسية وعلى رأسها قضية الإصلاح الأمني والعسكري الذي ينهي وضعية تعدد الجيوش ويقود للوصول لجيش واحد مهني وقومي".
ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى، معظمهم من المدنيين.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTAg
جزيرة ام اند امز