فارون من جحيم المعارك.. سودانيون عالقون بين المعابر
يزدحمون بمحطات الحافلات يجولون بأنظارهم باحثين عن وسيلة نقل تنقذهم من جحيم المعارك وتحملهم إلى الجانب الآخر من بلدهم المضطرب.
كثيرون لم يمنحهم الوقت رفاهية جمع أغراضهم، فيما اضطر آخرون لحمل احتياجاتهم الأساسية من أدوية ومستلزمات، قبل أن يتسللوا تحت ظلام القصف وأزيز الرصاص.
لم تكن الخيارات كثيرة في ظل استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، قبل توقفها جزئيا لاحقا بموجب هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة، لكن دافع البقاء كان الأقوى.
بعضهم توجه إلى محطات الحافلات، والبعض الآخر اعترض سيارات النقل الجماعي أملا بمكان شاغر لم يسبقه إليه غيره، وفي ظل الازدحام، بدا أن الحصول على موافقة السائق للصعود بمثابة تذكرة إلى النعيم.
أما من تملكهم الخوف من أن يلاحقهم صدى القصف بالأماكن المفتوحة، فاختاروا المحطات المغلقة، هناك حيث جازفوا بالانتظار على الوقوف بالعراء، خصوصا في ظل تواتر أحداث النهب وترويع المواطنين.
وما بين جميع تلك المشاهد، تصعد حشود بالحافلات وسيارات الأجرة، فيما تنتظر أخرى دورها، فتنساب المراكب الصغيرة والضخمة تتابع على طول الطريق متجهة نحو المعابر البرية، ومنها بشكل خاص إلى مصر.
في غضون ذلك، ترقب أعين المتبقين القافلة المتجهة خارج الخرطوم، محملة بقصص لا تنضب من المعاناة وحكايات لا تنتهي من محن الحرب والنزوح.
فاتورة
تعليقا على الهدنة الإنسانية في السودان، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس إن وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الجيش وقوات "الدعم السريع"، يوم الإثنين، يبدو أنه "صامد في بعض المناطق"، لكنه أضاف أن القتال "تسبب في كارثة إنسانية يدفع المدنيون ثمنها".
وأضاف بيرتيس، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: "لا تزال ترد تقارير عن إطلاق نار متقطع بالإضافة إلى تقارير عن نقل القوات".
وتابع أن "الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهم كل منهما الآخر بانتهاك وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أن "القتال في السودان تسبب في كارثة إنسانية يتحمل المدنيون ثمنها".
وحث بيرتيس الفصيلين المتناحرين على "الامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية"، وأضاف أنه "يجب منح المدنيين ممرا آمنا لمغادرة مناطق الأعمال العدائية والحصول على الإمدادات".
في غضون ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إن عدد القتلى في السودان ارتفع، منذ اندلاع أعمال العنف قبل أحد عشر يوما، إلى 459، فيما بلغ عدد المصابين 4072.