"ثعلب البشير" ينفخ في نار الفوضى بالسودان.. من هو أحمد هارون؟
بعدما قبع في السجن منذ 2019، أطل أحمد هارون، أحد أبرز معاوني الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، برأسه من جديد على الساحة السياسية، ليثير جدلا كالعادة.
فهارون الملقب بـ"الثعلب" والمعروف بانتمائه للتيار الإسلاموي، أقر الليلة الماضية بهروبه ومسؤولين آخرين بنظام البشير، من سجن كوبر بالعاصمة السودانية الخرطوم، معربا عن تأييده لقوات الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة في مواجهة قوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حيث يتقاتل الطرفان منذ 12 يوما.
هارون قال، في بيان صوتي أذاعته قناة "طيبة" السودانية الخاصة: إنه ومسؤولين آخرين بنظام البشير خرجوا من سجن كوبر بالخرطوم الذي كانوا محتجزين فيه، وأنهم سيتولون حماية أنفسهم بأنفسهم، ودعا عناصر قوات الدعم السريع للانضمام إلى قوات الجيش وترك قواتهم "التي ثبت أنها تقودهم إلى مشروع أسري وشخصي فقط"، على حد قوله.
وأضاف: "إزاء عدم صدور الأمر القضائي المستحق قانونا لأسباب غير قانونية نفصح عنها لاحقا، وفي ظل تسارع الأحداث وازدياد حدة الاشتباكات وتعاظم النذر والمخاطر من حولنا، وفي ظل انشغال السلطات الأخرى في المعارك الدائرة الآن، فقد اتخذنا قرارنا الخاص بنا، بأن نتحمل مسؤوليتنا في حماية أنفسنا بأنفسنا".
وتابع قائلا: "نحن جاهزون للمثول أمام السلطة القضائية متى ما تمكنت من القيام بمهامها هي وأجهزتها المساندة لها، ثقة منا في سلامة موقفنا القانوني".
واليوم الأربعاء، تبرأت قوات الجيش مما جاء في بيان هارون، لتقطع الطريق على محاولات إخوانية لتوريطها معها.
وبحسب بيان القيادة العامة فإن بعض السجون شهدت اضطرابات خلال الأيام الماضية، بعد اقتحام قوات الدعم السريع لسجون الهدى وسوبا والنساء بأم درمان، وإجبار شرطة السجون على إطلاق سراح النزلاء بعد قتل وجرح بعض منسوبي الشرطة، على حد قول البيان.
مَن هو أحمد هارون؟
وُلد أحمد هارون عام 1964 في كردفان بالسودان، وينتمي إلى قبيلة البرقو الموجودة غربي البلاد، وتلقى تعليميه الابتدائي والمتوسط بمدرسة الأبيض الأهلية، ثم تلقى التعليم الثانوي بمدرسة خور طقت الثانوية.
والتحق هارون خلال دراسته الثانوية بالتيار الإسلاموي، واستمر في العمل التنظيمي عند التحاقه بالدراسة بمصر، حيث درس في كلية الحقوق جامعة القاهرة.
برز اسمه ككادر خطابي وتولى رئاسة اتحاد الطلاب السودانيين -آنذاك- وبعد انتهائه من دراسة القانون بجامعة القاهرة في مصر وتخرجه عام 1987 عاد إلى السودان ليعمل قاضيا لفترة قبل أن يُعيّن وزيرا للشؤون الاجتماعية في ولاية جنوب كردفان.
وانتقل في عام 1998 إلى الخرطوم حيث تولى منصب المنسق العام للشرطة الشعبية، فيما قرر البشير عام 2003 تعيينه وزير دولة بوزارة الداخلية بعد تصاعد الاضطرابات في إقليم دارفور.
وفي عام 2003 وُجه إلى هارون الاتهام بتشريد نحو 20 ألف شخص من سكان دارفور من منازلهم بقرى منطقة قودوم والمناطق المحيطة بها.
وفي عام 2005 أعفي هارون من منصبه بوزارة الداخلية، ليعين في منصب وزير الشؤون الإنسانية في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت بموجب اتفاق السلام في جنوب البلاد، فيما عُين في عام 2009 في منصب والي ولاية جنوب كردفان.
وفي عام 2013، عُين واليا لولاية شمال كردفان، وظل في هذا المنصب حتى 2019 حين انتخب حزب المؤتمر الوطني هارون نائبا لرئيسه عمر البشير قبل أن تنقل له سلطات الرئيس.
وهارون مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم حرب مزعومة في دارفور، إذ يزعم أنه قام بتجنيد وتمويل بعض العناصر المسلحة التي شنت هجمات ضد المدنيين في دارفور.
ووفقا للاتهامات المزعومة الموجهة ضده فإنه أمر مليشياته بقتل واغتصاب وتعذيب مدنيين، وهي الاتهامات التي نفاها هارون.
وفي 27 أبريل/نيسان عام 2007 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق هارون، تضمنت 20 اتهاما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، و22 اتهاما بارتكاب جرائم حرب، وفي سبتمبر/أيلول من نفس العام أعلنت الحكومة السودانية أن هارون سيترأس لجنة تحقيق خاصة في انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور.
هارون لم يقر بكل هذه الاتهامات، وواصل صلفه مؤكدا "أن السودانيين ينظرون إليه كبطل قومي، وأن أوكامبو ليس لديه إثبات أن يديه ملطختان بدماء الضحايا الأبرياء في دارفور".
هارون قال في مقابلة "إن لديه تجارب عديدة سابقة مع الموت أدت إلى نشوء ألفة بينهما".